يبدأ سكان غامبيا يومهم عادةً بتناول عصيدة تقليدية تُدعى "مونو" بلغة الماندينكا، إلا أن العصيدة التي يشترونها من الأسواق تفتقر إلى القيمة الغذائية المطلوبة.
استجابة لهذا التحدي، ضمن إطار مشروع إكبا بعنوان "تحسين التكيف مع الملوحة من خلال تطوير وتعزيز التقنيات لصالح الفقراء"، حضر أعضاء جمعية مزارعي "جاهور" التعاونية دورة تدريبية نظّمها المعهد الوطني للبحوث الزراعية في غامبيا (NARI)، بالتعاون مع خدمات تكنولوجيا الأغذية التابعة لوزارة الزراعة لتعلم كيفية إعداد عصيدة "مدعمة" ومغذية باستخدام محاصيل محلية.
يتعاون إكبا من خلال مشروع "تحسين التكيف مع الملوحة من خلال تطوير وتعزيز التقنيات لصالح الفقراء" مع الأنظمة الوطنية للبحوث الزراعية في بوتسوانا وغامبيا وليبيريا وموزمبيق وناميبيا وسيراليون وتوغو، لزيادة الإنتاج، وتحسين الإنتاجية الزراعية، وزيادة دخل المجتمعات الزراعية وخاصة النساء في المناطق الزراعية المتأثرة بالملوحة. يُنفَّذ المشروع بالتعاون مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (IFAD) والمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا (BADEA).
وقالت "كادجياتو جونيه"، الباحثة الرئيسية في المعهد: "تشتري معظم العائلات في المناطق الحضرية في غامبيا العصيدة الجاهزة من الأسواق، ولهذا قمنا بتدريبهم على كيفية تعزيز القيمة الغذائية لأربعة محاصيل محلية أساسية: الذرة والدخن اللؤلؤي واللوبياء والفول السوداني، لتمكينهم من إعداد عصيدة صحية بأنفسهم."
وأضافت "كادجياتو": " هدفنا لم يقتصر على مساعدة المجتمعات في زيادة قيمة محاصيلهم، بل شمل أيضًا تحسين جودة غذائهم اليومي عبر تحضير أطعمة متكاملة تجمع بين الحبوب والبقوليات."
تشتهر منطقة "جاهور" بوفرة محاصيل مثل اللوبياء، الدخن، الفول السوداني، والذرة. وعندما يكون هناك فائض من هذه المحاصيل بعد الحصاد، يقوم المزارعون ببيعها كما هي في الأسواق المحلية دون معالجة. ولذلك ركز التدريب على تمكين المزارعين من استغلال تلك المحاصيل بشكل أفضل وتعظيم قيمتها المضافة.
وأوضحت "كادجياتو": "لقد علمناهم إعداد منتج غذائي مغذي، بالإضافة إلى طرق تعبئته وتسويقه لزيادة قيمته المضافة بشكل فعال."
إلى جانب تعزيز دخل الأسر، تسهم العصيدة المدعمة في تحسين مستوى التغذية. تعتمد الوصفة على مبدأ تحضير أطعمة متكاملة حيث تجمع مصادر نباتية مثل البروتينات والكربوهيدرات لتحقيق توازن أفضل في الأحماض الأمينية. هذا التكامل يسمح لكل مكون بتعويض نقص الآخر، فعلى سبيل المثال تعتبر عصيدة الدخن المضاف إليها بعض اللوبياء أكثر قيمة غذائية مقارنة بتناول كل مكون على حدة.
لقد مثلت الجلسات التدريبية التي أقيمت في جمعية مزارعي "جاهور" التعاونية انطلاقة هامة في مسيرة التعلم المستمر. وعلقت "كادجياتو" قائلة: "إن عملية التعلم لا تتوقف، فهي مبنية على تبادل الأفكار والخبرات. ونتطلع الآن لأن يقوم أعضاء الجمعية بتنظيم جلسات توضيحية لنشر ما اكتسبوه من معرفة بين المجتمعات المجاورة.