اتفق المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) ومجموعة الرستماني على بناء وتطوير مرافق التدريب والبحوث في المقر الرئيسي للمركز وذلك لتقديم برامج تنمية القدرات التي تتناسب مع احتياجات مجموعة كبيرة من أصحاب المصلحة على المستويين المحلي والعالمي.
سوف تساهم الاتفاقية في بناء مساحة تعليمية وتدريبية مخصصة للمزارعين والمهندسين والمرشدين الزراعيين وغيرهم من المتخصصين في الزراعة والمجالات ذات الصلة. وقد وقع مذكرة التفاهم في مقر وزارة التغير المناخي والبيئة بدولة الإمارات العربية المتحدة كل من الدكتورة طريفة الزعابي، المدير العام لإكبا، وسعادة حسن عبدالله الرستماني، نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة الرستماني، بحضور معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي تعليقها على توقيع مذكرة التفاهم، قالت معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة: "يمثل تطوير القدرات والبحوث الزراعية أحد أهم التوجهات لدولة الإمارات من أجل تعزيز الأمن الغذائي الوطني وتطوير قطاع غذاء مستدام. وتركز الإمارات على هذا القطاع تحديداً في دعم جهودها المناخية والبيئية المحلية والعالمية لقدرتها على خفض الانبعاثات وترشيد استهلاك المياه وزيادة الإنتاج من المحاصيل. لذلك أطلقنا (برنامج مؤتمر الأطراف COP28 للنظم الغذائية والزراعة) ليكون على رأس مناقشاتنا خلال المؤتمر الذي ينطلق نهاية الشهر الجاري، والذي من خلاله ندعو العالم للتوقيع على (إعلان الإمارات حول النظم الغذائية والزراعة والعمل المناخي) لزيادة التعهدات العالمية للاستثمار في تلك النظم والمساهمة في القضاء على الجوع في العالم".
وأضافت معاليها: "سعداء اليوم بالتعاون بين إكبا ومجموعة الرستماني، الذي يخدم توجهاتنا في ترسيخ نظم زراعة حديثة، ونشيد بالشراكة التي تفتح الباب أمام المزيد من التعاون بين مختلف الجهات المعنية لتوظيف الطاقات والموارد لبناء قطاع زراعي قائم على الاستدامة في الإمارات. كما يساهم هذا التعاون في تحقيق رؤية الإمارات الرامية إلى تدريب الكفاءات المتسلحة بالعلم والمعرفة والتجارب لتحويل هذه التوجهات إلى واقع مثمر الآن وفي المستقبل".
وبموجب الاتفاقية ستقدم مجموعة الرستماني الدعم لبناء مركز تدريب متخصص ومرفقين للبحوث في إكبا، مما يعزز من الإمكانات العلمية للمركز وزيادة فرص ومجالات تنمية القدرات التي يقدمها.
من جانبها، قالت الدكتورة طريفة الزعابي، المدير العام لإكبا: "إننا سعداء بالتعاون مع مجموعة الرستماني للارتقاء ببرامج تنمية القدرات في مركزنا إلى مستوى جديد، حيث سيوفر الدعم المالي المقدم من المجموعة لإكبا على تلبية احتياجات عدد كبير من المستفيدين من دولة الإمارات العربية المتحدة وبلدان أخرى حول العالم. كما تتماشى هذه المبادرة مع الأجندة المحلية والدولية لدولة الإمارات لضمان الاستدامة البيئية وتعزيز الزراعة المستدامة من خلال نقل المعرفة والتكنولوجيا".
وبدوره قال سعادة مروان عبدالله الرستماني، رئيس مجلس إدارة مجموعة الرستماني: "نفتخر ونتشرف بالتعاون مع إكبا فى العمل على احدى الأهداف الاستراتيجية الرئيسية لدولة الامارات العربية المتحدة فى مجال الزراعة المستدامة. هذه الاتفاقية تهدف نحو دعم الاستدامة البيئية والتى تعد أحد الركائز الأساسية لوطننا المعطاء وذلك عن طريق استخدام أحدث التطورات فى مجالات الأبحاث والتكنولوجيا."
وأضاف سعادته: "ان توقيع مجموعة الرستماني مذكرة التفاهم مع إكبا يأتي ضمن مساعينا الدائمة للمشاركة فى المبادرات المجتمعية، وهذا التعاون نعتبره استثمارا فى مجال التعليم والمعرفة والابتكار. ان التركيز على الاستدامة فى الزراعة والغذاء والماء والتغذية سوف يؤمن لأجيال المستقبل الريادة فى مراعاة وصون البيئة من حولهم."
ومن المقرر أن يتسع مركز التدريب الجديد لحوالي 300 فرد، حيث سيتضمن صالات حديثة ومساحات متعددة الأغراض. وتشمل مرافق البحوث مختبرًا متطورًا لزراعة الأنسجة النباتية ونظامًا زراعيًا متكاملًا ومتطورًا للزراعة المائية.
وبالإضافة إلى المزارعين والعمال الزراعيين الآخرين، سوف تُستخدم مرافق البحوث لتطوير كفاءات ومهارات الباحثين والخريجين والطلاب وغيرهم من داخل وخارج الدولة، مع التركيز على الزراعة المستدامة وحماية البيئة وغيرها.
ويمثّل نقل المعرفة والتكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من مشاريع البحوث والتطوير التي ينفذها إكبا، إذ يعمل المركز على تطوير كفاءات الأفراد والمؤسسات في بلدان مختلفة. كما يقدم المركز مجموعة واسعة من برامج التدريب التقنية، بما فيها الدورات التدريبية القصيرة والمتوسطة، والبرامج المعتمدة، ومدارس المزارعين الحقلية، وبرامج تطوير الكفاءات والمعرفة لمختلف أصحاب المصلحة.
ويقدم المركز أيضًا الموارد والدورات التدريبية والبرامج لخريجي الجامعات وطلبة الدراسات العليا وباحثي برامج الدراسات العليا والدكتوراه، والمهنيين من النساء والشباب، ويشمل ذلك التعلم الالكتروني والدورات التدريبية عن بعد والزمالات والتدريب الداخلي.