شارك حوالي 20 من أصحاب الأعمال الزراعية والمزارعين والمتخصصين في الإرشاد من جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة في اليوم المفتوح بمقر المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) في دبي.
أطلق هذه المبادرة معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة بدولة الإمارات العربية المتحدة، بهدف تعريف أصحاب الأعمال الزراعية الإماراتيين والمزارعين والمتخصصين في الإرشاد على التقنيات الزراعية المستدامة والمحاصيل المقاومة للمناخ والملائمة للبيئات المحلية التي طورها واختبرها إكبا وشركائه خلال السنوات الماضية.
نُظم اليوم المفتوح بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة وهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، وشمل ورشة عمل تدريبية مصممة خصيصًا حول الابتكارات في المياه والطاقة والغذاء وجولة في محطة أبحاث ومرافق المركز.
وقالت معالي مريم بنت محمد المهيري: "تبنت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة نهجًا مبتكرًا لمواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص للنمو وهو أمر أساسي لمعالجة العلاقة الحاسمة بين الماء والغذاء والطاقة. نحن فخورون بشراكتنا مع إكبا وهيئة أبو ظبي للزراعة والسلامة الغذائية في هذه المبادرة التي نثق بأنها ستقطع شوطا طويلا في تثقيف أصحاب المصلحة في القطاع الزراعي حول التقنيات المتغيرة والمحاصيل المناسبة لبيئة دولة الإمارات العربية المتحدة."
تعتبر هذ الفعالية جزءًا من جهود إكبا لمساعدة أصحاب الأعمال الزراعية المحليين والمزارعين والمتخصصين في الإرشاد على تبني أفضل الممارسات في الإنتاج الزراعي المستدام والحفاظ على الموارد الطبيعية.
وقالت الدكتورة طريفة الزعابي، المدير العام بالإنابة لإكبا في كلمتها الترحيبية بالمشاركين: "تولي حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة اهتمامًا خاصًا لتعزيز القطاع الزراعي وتعزيز الأمن الغذائي والاستدامة البيئية في الدولة من خلال مجموعة كبيرة ومتنوعة من المبادرات والتدابير والحوافز كي تصبح الإمارات مركزًا عالميًا رائدًا للابتكارات الزراعية. ويفخر مركزنا بدعم الجهود الوطنية لتحقيق هذه الغاية من خلال مشاركة خبرته ومعرفته وتطوير قدرات أصحاب المصلحة المحليين، وخاصة المزارعين. فعلى مدار الـ 23 عامًا الماضية جمع مركزنا قدرًا كبيرًا من المعرفة والبيانات بناءً على دراساتنا البحثية المكثفة في الظروف المحلية. لذلك يسعدنا دائمًا تقديم خبرتنا الفنية ومساعدتنا لجميع شركائنا وأصحاب المصلحة، وبالتالي المساهمة في اعتماد حلول للتنمية الزراعية المستدامة."
وتم خلال اليوم الحقلي إطلاع المشاركين على بعض أحدث التقنيات الزراعية الملائمة للظروف البيئية لدولة الإمارات العربية المتحدة. كما زاروا تجارب المركز المختلفة، بما في ذلك الدراسة الأطول في الدولة لتقييم التأثير طويل المدى لمستويات مختلفة من ملوحة مياه الري على نمو وإنتاج 18 صنفاً من نخيل التمر من العراق والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
كما تعرف المشاركون على الأعلاف المقاومة للملوحة والتي تتكيف مع البيئة المحلية؛ والمحاصيل المتنوعة وذات القيمة الغذائية المرتفعة مثل الدخن الذي يمكن أن ينمو في ظل ظروف الري والملوحة المتفاوتة؛ وتقنيات الزراعة في الظروف المحكمة والتي تتسم بالكفاءة في استخدام الموارد؛ وأنظمة الزراعة المائية المتكاملة التي تجعل من الممكن تربية الأسماك وزراعة الخضروات والنباتات الملحية مثل الساليكورنيا بطريقة مستدامة.
منذ بداية عمله في العام 1999، نفذ إكبا أنشطة وبرامج بحثية من أجل التنمية في حوالي 40 دولة في آسيا الوسطى والشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا وجنوب القوقاز وأفريقيا جنوب الصحراء. كما تمكن خبراء إكبا من الوصول إلى أفضل ممارسات الزراعة الملحية وعرضها على أكثر من 30000 مزارع.
وقد نجح المركز بتطوير وإدخال 24 تقنية ومحصول في حوالي 30 دولة، وهي تتراوح من الأنماط الجينية المحسنة للكينوا والساليكورنيا إلى حلول مراقبة الجفاف لنظم الزراعة المائية المتكاملة التي عُرضت في إكسبو 2020 دبي.
وضمن أنشطة برنامج الموارد الوراثية النباتية، وزع إكبا ما يقرب من 9000 عينة بذور على العلماء والمزارعين وأصحاب المصلحة الآخرين في 57 دولة.
وقد ساهمت التوصيات العلمية للمركز بتطوير السياسات والاستراتيجيات مثل استراتيجية الحفاظ على الموارد المائية في دولة الإمارات العربية المتحدة، واستراتيجية الأمن الغذائي في الكويت، واستراتيجية الملوحة في سلطنة عُمان.
كما تركزت أنشطة إكبا أيضًا على تنمية القدرات الفردية والمؤسسية في بلدان مختلفة، مع التركيز بشكل خاص على تمكين الشباب والنساء من خلال مبادرات مخصصة مثل جمعية مشاركة الشباب في إكبا، والقيادات العربية في الزراعة وبرامج أخرى ذات شهادات معتمدة. وقد استفاد حتى الآن أكثر من 9000 شخص من 93 دولة من برامج إكبا لتنمية القدرات.