دراسة تكشف أن نُظم الري صغيرة النطاق التي تعمل بالطاقة الشمسية يمكن أن تعزز الأمن الغذائي في أفريقيا جنوب الصحراء

  • تم تدريب حوالي 920 من عاملي الإرشاد وخبراء الري في البلدان المستهدفة خلال فترة تنفيذ المشروع. كما تم تنظيم 20 يومًا ميدانيًا للمزارعين بشكل منتظم لتزويد المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة بمعلومات عملية عن هذه التقانات. وخلال العمليات الميدانية، قام حوالي 11,475 مزارعًا من أصحاب الحيازات الصغيرة بزيارة مواقع التجارب، وأظهرت دراسة استقصائية حول مدى التأثير أن نظام كاليفورنيا للري قد تم اعتماده على أكثر من 50,000 هكتار من الأراضي في جميع البلدان الأربعة.
25 نوفمبر 2021

في دراسة حديثة أجراها المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا)، أظهرت النتائج أن نُظم الري صغيرة النطاق التي تعمل بالطاقة الشمسية تساعد في تحسين الإنتاجية الزراعية وزيادة دخل المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة في أفريقيا جنوب الصحراء.

استندت الدراسة إلى نتائج مشروع تم إنجازه مؤخرًا واستمر على مدار أربع سنوات وعُرف باسم "توسيع تقانات الري محدودة النطاق لتحسين الأمن الغذائي في أفريقيا جنوب الصحراء".

تم تنفيذ المشروع، الذي قام بتمويله صندوق أوبك للتنمية الدولية وأشرف عليه إكبا، في أربعة بلدان: بوركينا فاسو والنيجر ومالي والسنغال.

وخلال فترة تنفيذ المشروع، تم تقييم نُظم الري بالتنقيط والري بالرش ونظام الري الذي يُعرف باسم "نظام كاليفورنيا للري"، وذلك بهدف تحديد مدى كفاءتها من الناحيتين الفنية والاقتصادية في البلدان المستهدفة. وتم تشغيل هذه النُظم باستخدام مضخات تعمل بالطاقة الشمسية لنقل المياه من الجداول والآبار. وتمت زراعة العديد من محاصيل الخضروات الرئيسية في جميع المواقع وتمت مقارنة أداء هذه النُظم بأداء طرق الري التقليدية وهي الري بالسطل (الدلو) والري بالغمر (الري الانسيابي).

وتوصّلت الدراسة إلى أن نظام كاليفورنيا للري ونظام الري بالتنقيط كانا أفضل بدرجة كبيرة من حيث تحسين كفاءة استخدام المياه وتحسين غلال المحاصيل مقارنةً بجميع طرق الري التقليدية التي يستخدمها المزارعون أصحاب الحيازات الصغيرة في البلدان المستهدفة. أضف إلى ذلك، مستوى الكفاءة الاقتصادية وإنتاجية المياه لهذين النظامين كان أعلى بمرتين إلى ثلاث مرات مقارنةً بنُظم الري التقليدية.

كما أظهرت الدراسة أن معظم المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة فضّلوا نظام كاليفورنيا للري الذي يعمل بالطاقة الشمسية نظرًا لتكلفة تركيبه المنخفضة نسبيًا (600-1,000 دولار أمريكي للهكتار) مقارنة بنظام الري بالتنقيط الذي يتطلب حوالي 2,000-4,000 دولار أمريكي للهكتار كاستثمار أوّلي. وهناك سبب آخر يتمثل في أسعار الوقود التي تقلّل أيضًا من دخل المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة.

كما كشفت الدراسة عن تأثير كبير على استهلاك المياه. فعلى سبيل المثال، كان إجمالي كمية المياه المستهلَكة في ريّ الطماطم باستخدام نظام كاليفورنيا للري أقل بنسبة 18٪ من المياه المستهلكة باستخدام طريقة الري الانسيابي. وأشارت النتائج أيضًا إلى أنه يمكن للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة أن يحققوا ما يصل إلى ثلاثة أضعاف أرباحهم من الخضروات المزروعة التي يتم فيها استخدام نُظم الري التي تعمل بالطاقة الشمسية.

وبحسب ما صرّح به د/ أسد قريشي، وهو خبير أول في إدارة المياه والري في إكبا والمشرف على المشروع: "يجب أن يحظى توسيع انتشار تقانات الري صغيرة النطاق مع الحصول على الطاقة بأسعار معقولة بأولوية قصوى في أفريقيا جنوب الصحراء، حيث إنه على الرغم من موارد المياه الوفيرة في هذا الإقليم، إلا أنه يتم استخدام حوالي 2 ٪ فقط من إجمالي موارد المياه المتجددة للري بسبب نقص البنية التحتية للمياه. وقد عمل إكبا على مدار العقد الماضي مع العديد من الشركاء الإقليميين لتحديد تقانات الري صغيرة النطاق الأقل تكلفة والمناسِبة للظروف المحلية والمقبولة من قِبل المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة. ومن خلال هذا المشروع، استكشفنا الخيارات التقنية والخيارات المتصلة بالسياسات لدعم توسيع انتشار هذه التقانات بين المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة في البلدان المستهدفة. ويُسعدنا الإفادة بوجود بعض الأرقام الإيجابية لاستخدام طرق بديلة مثل نظام الري بالتنقيط ونظام كاليفورنيا للري. ومع ذلك، لا يزال اعتماد هذه التقانات على نطاق واسع من قِبل المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة يمثل تحديًا بسبب التكلفة ونقص الدعم الفني."

تم تدريب حوالي 920 من عاملي الإرشاد وخبراء الري في البلدان المستهدفة خلال فترة تنفيذ المشروع. كما تم تنظيم 20 يومًا ميدانيًا للمزارعين بشكل منتظم لتزويد المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة بمعلومات عملية عن هذه التقانات. وخلال العمليات الميدانية، قام حوالي 11,475 مزارعًا من أصحاب الحيازات الصغيرة بزيارة مواقع التجارب، وأظهرت دراسة استقصائية حول مدى التأثير أن نظام كاليفورنيا للري قد تم اعتماده على أكثر من 50,000 هكتار من الأراضي في جميع البلدان الأربعة.

وسلّطت الدراسة الضوء على بعض الدروس الرئيسية المتصلة بالسياسات لتطوير الري في أفريقيا جنوب الصحراء. وشدّدت على حاجة الحكومات إلى إدراك أهمية تطوير الري من أجل تعزيز الأمن الغذائي والنمو الاقتصادي. كما ينبغي على الحكومات تقديم تسهيلات ائتمانية وقروض ميسَّرة لصغار المزارعين للاستثمار في هذه التقانات.