خطة الإنقاذ العالمية اللازمة لتنوع الفاكهة والخضروات

  • أمثلة لأنشطة حماية واستخدام التنوع الحيوي للفاكهة والخضروات
15 مايو 2021

يحدد البيان الموجز الصادر عن قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية للعام 2021 مسارًا موجزًا للمُضي قُدُمًا للحفاظ على الموارد الجينية الثمينة لخيارات المحاصيل الغذائية المستقبلية. 

أشار البيان الموجز الصادر عن قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية (UNFSS) للعام 2021، الذي أعده علماء من المؤسسات الأعضاء في رابطة المراكز الدولية للبحث والتطوير في مجال الزراعة AIRCA))، إلى أن العديد من أصناف الفاكهة والخضروات ضمن أنظمة إنتاج الأغذية، التي تسهم بالمغذيات الأساسية في النظم الغذائية البشرية، تواجه تهديدات نتيجة عوامل متعددة من بينها سوء استخدام الأراضي والتغير المناخي.

يحذر البيان الموجز، الذي يرِد تحت عنوان "حماية واستخدام التنوع الحيوي للفاكهة والخضروات"، من أن تراجع التنوع الحيوي يحد من خيارات الإمداد الغذائي المستدام والصحي.

شارك في إعداد البيان كلاً من د. مارتين فان زونيفيلد من مركز الخضروات العالمي، د. جايل إم فولك من وزارة الزراعة الأمريكية، د. إي إحسان دولو من المنظمة الدولية للتنوع الحيوي، د. رويلاند كيندت من المركز العالمي للحراجة الزراعية، د. شون مايز من مركز محاصيل من أجل المستقبل، د. مارسيلا كوينتيرو من المركز الدولي للزراعة الاستوائية، د. دروباد شودري من المركز الدولي للتنمية المتكاملة للجبال، د. إينوك ج. أشيجان-داكو من جامعة أبومي كالافي، د. لويجي غوارينو من منظمة صندوق المحاصيل، بوصفهم شركاء بحث في المجموعة العلمية لقمة النظم الغذائية للعام 2021، لاقتراح خطة إنقاذ مدتها 10 سنوات لحماية الموارد الجينية لأصناف نباتات الأغذية التي تسهم بمجموعة مذهلة من الألوان والمكونات والنكهات، والأهم من ذلك، العناصر الغذائية الحيوية للأنظمة الغذائية.  

تهدف الخطة إلى ضمان مساهمة الفاكهة والخضروات بشكل جيد في برنامج بحث وتطوير عالمي جديد يركز على التغذية والأنظمة الغذائية الصحية جنبًا إلى جنب مع الإجراءات المتخذة بشأن المناخ، وحماية التنوع الحيوي، والقضاء على الفقر، وتحسين سبل العيش.

 أنواع محفوظة بشكل سيء وغير موثقة إلى حد كبير

في حين أن عددًا قليلاً من المحاصيل، ذات الشعبية العالمية، مثل الطماطم أو الموز تستهلك الأموال الشحيحة المرصودة للأبحاث، فإن أنواع الفاكهة والخضروات الأقل شعبية وأقاربها البرية تعاني من قلة الاهتمام، حيث أفاد الباحثون أن ربع الأنواع النباتية المعترف بها البالغ عددها 1100 في جميع أنحاء العالم غير محفوظة في بنوك الجينات.

تحظى الأقارب البرية للفاكهة والخضروات المرتبطة جينيًا - مصدر الخصائص المتعلقة بتَحمُّل الحرارة والجفاف، ومقاومة الآفات والأمراض، واللون، والشكل، والمذاق، والمغذيات، والمحصول، وأكثر - بتمثيل ضعيف في بنوك الجينات، حيث يتطلب نحو 39% من 883 نوعاً من أقارب الفاكهة البرية والخضروات المرتبطة جينيًا الحفظ العاجل ونحو 58% ذو أولوية متوسطة للحماية، ولا يمكن اعتبار سوى 3% فقط محفوظ جيدًا.

في حالة عدم حفظ مخزون بديل من البذور والمواد الوراثية في بنوك الجينات، فإن هذه الأنواع وخصائصها القيمة معرضة لخطر الضياع إلى الأبد، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى تقليل الخيارات في الإمدادات الغذائية ويقيِّد بشدة قدرة متخصصي تحسين التنوع النباتي على تكييف المحاصيل الغذائية الحالية مع التغيرات في البيئة. على سبيل المثال، يعتمد تطوير أصناف محسنة من الطماطم بشكل كامل تقريبًا على التنوع المحمي في بنوك الجينات. وبدون الحفاظ على الأصول الوراثية بشكل أفضل، سيفتقر متخصصو تحسين التنوع النباتي إلى اللبنات الأساسية للحصول على أصناف جديدة مغذية ذات مذاق جيد، ومقاومة للآفات والأمراض، وقادرة على الازدهار في ظل الظروف المناخية المتغيرة.

حماية الكائنات الداعمة

تحتاج معظم الفاكهة وبعض الخضروات، لكي تتكاثر بنجاح، إلى تفاعلات مع حشرات التلقيح والكائنات الحية الداعمة الأخرى. فعلى مدار الأربعين عامًا الماضية، كانت الإنتاجية النسبية للمحاصيل التي تعتمد على الحشرات في التلقيح أقل بنسبة 13% من المحاصيل المستقلة عن الملقِّحات. وقد نشأت "فجوة المُلقّحَات - الإنتاجية" من خلال انخفاض بمتوسط 45% في أعداد الحشرات الأرضية خلال تلك العقود الأربعة، نتيجة تدمير الموائل وتدهورها وتجزئتها. وتعد الأنواع البرية التي تعتمد على الحشرات للتلقيح المتبادل معرضة أيضًا لخطر الانقراض.

أشار الباحثون إلى ضرورة حماية ملقّحات الفاكهة والخضروات ومشتقات البذور كجزء من الجهود المبذولة لضمان التنوع في المحاصيل الغذائية في المستقبل.

ستة توجهات إيجابية لوقف الانخفاض

الوضع الحالي يدعو للقلق، ولكن الأمل دائمًا موجود، حيث يلخص البيان الموجز ستة توجهات تفضي إلى حفظ واستخدام أفضل للتنوع الحيوي للفاكهة والخضروات: 1) زيادة الوعي بالفوائد الصحية للنظم الغذائية الغنية بالفواكه والخضروات، 2) زيادة نسبة محاصيل الفاكهة والخضروات في إنتاج الغذاء العالمي، 3) استعادة بعض الأنواع غير المستغلة والمهملة، 4) زيادة التنوع الغذائي حيث يجلب المهاجرون نباتاتهم الغذائية وأنواعهم المفضلة إلى أماكن جديدة، 5) التقدم في التقنيات الحيوية لتطوير أصناف جديدة، 6) مضاعفة، لثلاث مرات، خلال الأربعين عامًا الماضية، من المناطق لحماية الموائل الطبيعية وأنظمة الإنتاج التقليدية، والتي يدير العديد منها مجتمعات السكان الأصليين مع الالتزام بالحفاظ على التنوع الحيوي الزراعي.

يقول الباحثون إنه من المهم أن يفهم الشباب، على وجه الخصوص، سبب أهمية التنوع الحيوي للفاكهة والخضروات لصحتهم ورفاههم الاقتصادي، حيث تعد برامج التغذية المدرسية والحدائق المدرسية بمثابة سبل لتنمية معرفة الطلاب مع الحفاظ على مجموعة من المحاصيل المحلية في أنظمة الغذاء المحلية. يمكن للطهاة والطباخين ومبتكري الطعام الذين يروجون للمذاق والجوانب الثقافية والصحية لمحاصيل الفاكهة والخضروات المحلية أن يشكلوا الطلب لدفع عملية الحفظ وزيادة الاستخدام.  

خطة عشرية للحماية والاستخدام

لتعزيز الشبكة الحالية لبنوك الجينات وسد الثغرات وحماية المجموعات البرية من أنواع الفاكهة والخضروات وملقحاتها وموزعاتها، حدد الباحثون خطة إنقاذ عالمية مدتها 10 سنوات بقيمة 250 مليون دولار أمريكي للتنوع الحيوي للفاكهة والخضروات.

يقول الباحثون إن التركيز الأولي للخطة سينصب على جمع الأقارب البرية لمحاصيل الفاكهة والخضروات وكذلك الأنواع غير المستغلة والمهملة لزيادة اتساع وعمق مقتنيات بنك الجينات، ويشكل بناء بنوك الجينات في أفريقيا جنوب الصحراء أولوية أخرى، غير أن المنطقة تفتقر إلى البنية التحتية لتوثيق وحفظ تنوع المحاصيل المحلية.

سيستفيد المزارعون ومتخصصو تحسين التنوع النباتي والباحثون والشركات من شراكات عالمية أقوى لجمع الأصول الوراثية للفواكه والخضروات وحفظها ومشاركتها. ويمكن للسياسات واللوائح الدولية التي تحكم هذه الإجراءات أن تمنع استغلال المجتمعات المحلية والمسطحات الخضراء.  

يقول المؤلفون إن التوثيق الأفضل وتخطيط التنوع الجيني في خصائص الفاكهة والخضروات، وبالأخص الخصائص المتعلقة بالجودة الغذائية، سيعزز بشكل كبير تطوير الأنواع المناسبة لمواقع وأغراض محددة.

سيساعد الحفاظ على الموائل الطبيعية وأنظمة الإنتاج التقليدية، في الموقع، في الحفاظ على محاصيل الفاكهة والخضروات المحلية، وتحفيز تطور خصائص جديدة من خلال الانتقاء الطبيعي والبشري. ستوفر سياسات حماية المُلقّحات والأنواع والمجموعات المهددة، إلى جانب توثيق واستخدام المعارف التقليدية، إطارًا للحفاظ على المزيد من الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة.

يمثل الحفاظ على الفاكهة تحديًا خاصًا، حيث يجب الحفاظ على العديد من أنواع الفاكهة في الحقول أو الصوبات الزراعية ولا يمكن الحفاظ على أصناف معينة إلا من خلال التكاثر الخضري. لذا، يقترح الباحثون أن تعمل البرامج الوطنية لحفظ الفاكهة بشكل أوثق معًا لتطوير زراعة الأنسجة المشتركة ومرافق الحفظ بالتبريد لحماية تنوع الفاكهة.

تنفيذ الأفكار

توفر الفاكهة والخضروات التغذية والأمن الغذائي، وفرصًا مدرة للدخل، وخدمات النظام البيئي، وتسهم في الهويات الثقافية. وتتطلب حماية هذه الأنواع - وبالتالي قدرتنا على تغذية أنفسنا - إجراءات عاجلة.

يقترح المؤلفون أن يبادر فريق عالمي من الخبراء، من مختلف القطاعات والتخصصات، بإطلاق مبادرة في إطار المعاهدة الدولية بشأن الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة للحفاظ على تنوع محاصيل الفاكهة والخضروات لدينا ومراقبتها وفهمها بشكل أفضل.

إن مواءمة جهود الحفظ الحالية وإضافة تدابير حماية المُلقّحات والكائنات المرتبطة بها أمر أساسي، ويحسن اتفاقيات الحصول على الموارد وتقاسم المنافع لتبادل واستخدام الموارد الجينية الغذائية. ستكون الشراكات بين مسؤولي التنوع العالميين - بدءًا من المزارعين الفرديين إلى المتنزهات الوطنية، ومن برامج التربية العامة إلى شركات البذور الخاصة - ضرورية لنجاح المبادرة. 

اختتم المؤلفون بنداء للحصول على تمويلٍ كافٍ ومستدام لضمان قدرة خطة الإنقاذ العالمية لتنوع الفاكهة والخضروات على تحويل برنامج البحث والتطوير للتركيز على التغذية والصحة العامة.