الشعير المتحمل للملوحة محصول مبشر لتعزيز إنتاجية المزارعين في تونس وزيادة دخلهم

  • واستخدمت الدراسة التي قادها باحثان من إكبا بالتعاون مع باحثين من المعهد الوطني للعلوم الفلاحية في تونس نموذج AquaCrop، أو ما يعرف بنموذج إنتاجية المياه للمحاصيل إلى جانب نموج الملوحة لتقييم إنتاجية صنفين للشعير. ويذكر أن نموذج إنتاجية المياه للمحاصيل هو من تطوير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، ويُستخدم لتقدير كفاءة استخدام المياه وتحسين ممارسات إدارة الري في الزراعة.
25 سبتمبر 2020

خلصت دراسة جديدة إلى أنه بوسع المزارعين في المناطق القاحلة والمتأثرة بالملوحة في تونس خفض تكاليف المياه بنسبة ٤۹ في المائة وتقليص الخسائر في الغلة من ۷۰ إلى ثمانية في المائة إذا ما اعتمدوا صنف الشعير "باطنة" العُماني المتحمل للملوحة بدلاً من صنف الشعير المحلي "كنوز" الحساس للملوحة.

وتبين الدراسة التي أجريت في ثلاث مناطق بتونس، وتحديداً في بيجا (منطقة شبه رطبة)، والقيروان (منطقة شبه قاحلة)، ومدنين (منطقة قاحلة)، أن إنتاجية الصنف "باطنة" كانت جيدة في المناطق القاحلة المتأثرة بالملوحة عند ري المحصول بمياه تصل ملوحتها حتى ۱۵ ديسيسيمنز في المتر.

واستخدمت الدراسة التي قادها باحثان من إكبا بالتعاون مع باحثين من المعهد الوطني للعلوم الفلاحية في تونس نموذج AquaCrop، أو ما يعرف بنموذج إنتاجية المياه للمحاصيل إلى جانب نموج الملوحة لتقييم إنتاجية صنفين للشعير. ويذكر أن نموذج إنتاجية المياه للمحاصيل هو من تطوير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، ويُستخدم لتقدير كفاءة استخدام المياه وتحسين ممارسات إدارة الري في الزراعة.

يقول الدكتور أسد قرشي، باحث أول في إدارة الري والمياه في إكبا وأحد مُعدّي الدراسة الرئيسيين: "تؤثر ندرة المياه العذبة وغيرها من العوامل غير الأحيائية - كتغير المناخ وملوحة التربة - في إنتاج المحاصيل بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي يُعد الشعير فيها أحد المحاصيل الغذائية الأساسية. لذلك فإن إدخال أصناف متحملة للملوحة من المحاصيل كالشعير خطوة تساعد المزارعين بدرجة كبيرة على زيادة إنتاجيتهم وتحسين دخلهم. أما صنف الشعير المتحمل للملوحة موضوع هذه الدراسة فقد انتـُخب بعد سنوات أمضاها خبراء إكبا في التقييم والتحليل الحقلي. كذلك سلطت الدراسة الضوء على أهمية نماذج المحاكاة وقوتها لتعميق فهم حركة تطور الملوحة في ظل مستويات متفاوتة من ملوحة المياه والظروف البيئة المختلفة."

أما الدكتور زيد حمامي، زميل ما بعد الدكتوراة وباحث في العلوم الزراعية لدى إكبا، فيضيف من جهته قائلاً: "أجرينا في هذه الدراسة تقييماً لنموذج إنتاجية المياه للمحاصيل (AquaCrop) وقمنا بمعايرته مستخدمين في ذلك بيانات حقلية جُمعت على مدى موسمين زراعيين (۲۰۱۲ - ۲۰۱٤)، بعدها تم استخدام النموذج المعاير لرسم سيناريوهات مختلفة للري بمياه تتراوح ملوحتها ۵، ۱۰، ۱۵ ديسيسيمنز/م، حيث أشارت نتائج السيناريو عند استخدام الصنف الحساس للملوحة إلى انخفاض الكتلة الحيوية والغلة الحبية بنسبة ۷۰ في المائة في المنطقة القاحلة. وضمن الظروف البيئة نفسها، لكن مع استخدام الصنف المتحمل للملوحة، فقد انحصر انخفاض الكتلة الحيوية بنسبة ۱٦ في المائة، بينما تراجعت الغلة بنسبة ثمانية في المائة. كما وجدنا إمكانية لخفض تكاليف الري في المناطق المتأثرة بالملوحة بنسبة ٤۰، ۳۸، ٤۹ في المائة عند زراعة صنف متحمل للملوحة بمستويات ملوحة ۵، ۱۰، ۱۵ ديسيسيمنز/م على التوالي. أضف إلى ذلك أنه في المناطق القاحلة التي يصل مستوى ملوحتها إلى ۱۵ ديسيسيمنز/م، يمكن للصنف "باطنة" إنتاج طنين من الحبوب في الهكتار، في حين ينحصر إنتاج الصنف "كنوز" بنحو ۰,۷ طن في الهكتار."

إن الشعير مصدر لدخل ثابت يجنى من المزرعة، ما يعطيه أهمية اقتصادية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فالمحصول يستخدم كعلف وغذاء، كما أنه يُستخدم في صناعة الجعة. لكن إنتاجه يواجه معوقات ترتبط بعوامل غير أحيائية كالمناخ الجاف وانخفاض الهطولات المطرية وتقلباتها، إضافة إلى ملوحة التربة والمياه.

يذكر أن الدراسة أجريت بقصد الإسهام في الجهود التي تبذلها تونس لتعزيز إنتاج الشعير في المناطق القاحلة والمتأثرة بالملوحة والتي تروى فيها المحاصيل بمياه جوفية مالحة.