منظمة الأغذية والزراعة وإكبا يبرمان اتفاقين لحماية الموارد الوراثية النباتية وتعزيز الأمن الغذائي في المناطق الهامشية من العالم

  • فقد جرى توقيع الاتفاق الأول خلال حفل منح الجوائز الخاصة ضمن فعاليات جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي في أبوظبي بحضور سمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن إطار المادة الخامسة عشرة من المعاهدة الدولية بشأن الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة الخاصة بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.
    فقد جرى توقيع الاتفاق الأول خلال حفل منح الجوائز الخاصة ضمن فعاليات جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي في أبوظبي بحضور سمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن إطار المادة الخامسة عشرة من المعاهدة الدولية بشأن الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة الخاصة بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.
  • كما وقع الطرفان الاتفاق الثاني للتعاون في شتى الميادين، ومنها الزراعة الملحية وندرة المياه والتكيف مع التغير المناخي وذلك خلال يوم مفتوح دارت فعالياته في المقر الرئيسي لإكبا في دبي.
    كما وقع الطرفان الاتفاق الثاني للتعاون في شتى الميادين، ومنها الزراعة الملحية وندرة المياه والتكيف مع التغير المناخي وذلك خلال يوم مفتوح دارت فعالياته في المقر الرئيسي لإكبا في دبي.
10 مارس 2019

وقع مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، الدكتور خوسيه غرازيانو دا سيلفا، ومدير عام المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) الدكتورة أسمهان الوافي اتفاقين تاريخيين اليوم لتوسيع نطاق التعاون القائم بين المؤسستين بشأن الموارد الوراثية النباتية والزراعة الملحية والتكيف مع التغير المناخي في البيئات الهامشية من العالم. 

فقد جرى توقيع الاتفاق الأول خلال حفل منح الجوائز الخاصة ضمن فعاليات جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي في أبوظبي بحضور سمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن إطار المادة الخامسة عشرة من المعاهدة الدولية بشأن الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة الخاصة بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.

وتبعاً لاتفاق المادة الخامسة عشرة، تصبح مجموعة الأصول الوراثية للمحاصيل المخزنة في البنك الوراثي لإكبا رسمياً جزءاً من النظام المتعدد الأطراف للحصول على الموارد واقتسام المنافع، لترفد بذلك أكبر مجموعة من الموارد الوراثية النباتية على مستوى العالم ومتاحة للمزارعين ومربي النباتات والعلماء لإنتاج الأغذية النباتية بصورة مستدامة.

كما وقع الطرفان الاتفاق الثاني للتعاون في شتى الميادين، ومنها الزراعة الملحية وندرة المياه والتكيف مع التغير المناخي وذلك خلال يوم مفتوح دارت فعالياته في المقر الرئيسي لإكبا في دبي بحضور معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري، وزيرة دولة مسؤولة عن ملف الأمن الغذائي في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ ومعالي الدكتور بندر محمد حمزة حجار، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية؛ وسعادة رزان خليفة المبارك، عضو منتدب لهيئة البيئة- أبوظبي، ورئيسة مجلس الإدارة إكبا.

وجاء اليوم المفتوح كإحدى فعاليات الاحتفالات المتواصلة على مدار العام بمناسبة الذكرى العشرين على تأسيس إكبا بقيادة حكيمة من حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة والبنك الإسلامي للتنمية.

تقول معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري: "أدرجت التقانات الزراعية في الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي في دولة الإمارات العربية المتحدة. استراتيجية تهدف إلى رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة بين البلدان العشرة الأولى الأكثر تنعماً بالأمن الغذائي على مستوى العالم بحلول عام 2021. أسعى وزملائي في مكتب الأمن الغذائي إلى دفع هذا القطاع المفعم بالحماس قدماً، وتسهيل دور التقانات في الزراعة. كما نستخدم منصة المسرّعات الحكومية لتذليل العقبات المعروفة في القطاع الراهن لإنتاج الأغذية محلياً بهدف تسريع تبني تلك التقانات."

وتضيف معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري قائلة: "إن المركز الدولي للزراعة الملحية مركز رائد في هذا الميدان المحفز فهو طرف معني بشكل رئيس بالأمن الغذائي في دولة الإمارات العربية المتحدة. كما يلعب المركز دوراً فاعلاً في ضمان في عدم اعتبار التقانات الزراعية بعد اليوم ابتكارات غير مألوفة على هامش إنتاج الأغذية، بل النظر إليها كعنصر لا يمكن اجتزاؤه لصالح مستقبل مستدام."

وفي كلمة له، قال معالي الدكتور بندر محمد حمزة حجار: "أعرب عن إعجابي الشديد لرؤية ما أحرزه المركز الدولي للزراعة الملحية من تقدم على مدى العقدين الفائتين، وكذلك أبدي إعجابي أيضاً بالعمل الذي لم يعرف الكلل منذ انطلاقة هذه المؤسسة التنموية العظيمة. فالمركز، الذي أسسه البنك الإسلامي للتنمية وحكومة دولة الإمارات العربية وغيرهما يؤكد على أهمية التعاون والشراكات بين شتى الأطراف العاملة في ميدان التنمية، الأمر الذي جعل البنك الإسلامي للتنمية يضع الشراكات كإحدى ركائز برنامجه الخمسي، واستراتيجيته العشرية. يسرني أن أرى إكبا يقدم دليلاً قاطعاً لمجتمع التنمية حول أهمية الشراكات في مواجهة التحديات الهائلة القابعة أمام التنمية في العالم اليوم."

من جهتها، علقت سعادة رزان خليفة المبارك قائلة: "أود الإشادة بإكبا كشريك طويل الأجل لهيئة البيئة-أبوظبي لما قام به من عمل متميز خلال العقدين المنصرمين على مستوى تحديد المحاصيل وتوفير الحلول الزراعية للمزارعين ذوي الحيازات الصغيرة ولغيرهم من أصحاب الشأن في البيئات الهامشية حول العالم."

الدكتورة أسمهان الوافي، من جهتها، قالت: "تلعب الموارد الوراثية النباتية دوراً رئيسياً في ضمان التنوع الحيوي والأمن الغذائي. إلا أن هذه الموارد تشهد حالة من التراجع بمعدل مقلق نظراً لعوامل كثيرة بما فيها التغير المناخي والنمو السكاني والتحضر، ما يحتم علينا الحفاظ عليها قبل فوات الأوان. يسرنا توقيع المعاهدة اليوم مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة؛ فهي معلم بارز تصب في صالح جهودنا طويلة الأجل بهدف حماية بعض لإهم الموارد الوراثية النباتية على مستوى العالم."

"إن هذه الاتفاقية توفر إمكانية الوصول إلى مجموعة الأصول الوراثية القيمة لإكبا بشكل أيسر من قبل شريحة أوسع من مستخدميها، وبالتالي إفادة المزارعين من هذه المجموعة في نهاية المطاف، في حين توفر الاتفاقية لإكبا إمكانية إطلاق شراكات جديدة والمشاركة في إطار عمل الحوكمة العالمية الذي تتيحه هذه المعاهدة الدولية." جاء ذلك على لسان  الدكتور كينت نادوزي، أمين سر المعاهدة الدولية، متحدثاً من المقر الرئيسي لمنظمة الأغذية والزراعة في روما، حيث يضيف: "إنها خطوة مهمة أخرى نحو الأمام في إمكانية الحصول على المادة الوراثية النباتية واقتسام المنافع على المستوى الدولي، فهذه الموارد تمثل أساس سلة الغذاء في العالم."

يحتوي النظام المتعدد الأطراف للحصول على الموارد واقتسام المنافع في الوقت الراهن على أكثر من 2.6 مليون عينة من الأصول الوراثية للمحاصيل، حيث يتم تبادل المواد في هذه المجموعة الوراثية العالمية الكبيرة حول العالم بمعدل وسطي يبلغ 1,000 عملية تحويل يومياً لدعم المزارعين ومربي النباتات والعلماء في عملهم على تطوير أصناف جديدة لمحاصيل قادرة على التكيف مع المناخ وإنتاج كمّ أكبر من الأغذية النباتية الغنية بالمغذيات.

إن المعاهدة الدولية لمنظمة الأغذية والزراعة صك قانوني دولي أساسي لحفظ التنوع الحيوي النباتي واستخدامه المستدام واقتسام المنافع الناتجة عنه، حيث يتم ذلك من خلال آليات متعددة، أبرزها النظام متعدد الأطراف، والنظام العالمي للمعلومات وصندوق اقتسام المنافع. كما تعتبر المعاهدة أول صك دولي ملزم قانونياً يعترف بالإسهام الكبير للمجتمعات المحلية والمزارعين المحليين في تطوير وإدارة التنوع الحيوي للمحاصيل، ويدعو كافة الأطراف المتعاقدة إلى حماية حقوق المزارعين.

يمثل البنك الوراثي لإكبا موئلاً لإحدى أكبر مجموعات الأصول الوراثية لأنواع النباتات المتحملة للحرارة والملوحة على مستوى العالم، إذ يحتوي ما يربو على 14,000 مدخل لنحو 240 نوعاً نباتياً تم جمعها مما يزيد على 150 بلداً ومنطقة حول العالم، إضافة على قرابة 250 عينة لبذور 70 نوعاً نباتياً برياً من دولة الإمارات العربية المتحدة، البلد المضيف للمركز.

أما اليوم المفتوح فقد عرض إنجازات تم تحقيقها على مدى 20 عاماً، ناهيك عن عرض طيف واسع من التقانات الزراعية والمحاصيل ذات الإنتاجية الجيدة في ظروف هامشية حول العالم.

وبحضور ما يزيد على 50 من كبار الشخصيات المرموقة بمن فيهم وزراء الزراعة في بلدان عديدة، ومدراء لمنظمات دولية وكبار المسؤولين من منظمات حكومية، تم تنظيم اليوم المفتوح بدعم من معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري، والبنك الإسلامي للتنمية، وهيئة البيئة-أبوظبي، ومنظمة الأغذية والزراعة، وجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي.

إن إكبا، انطلاقاً من المسؤولية المنوطة به حيال البيئات الهامشية، يستهدف بعضاً من أشد المجتمعات الريفية فقراً في المناطق التي تمثل فيها الزراعة مصدر المعيشة الرئيسي، إلا أن الأنشطة الزراعية تخفق بفعل الملوحة وندرة المياه والجفاف، بينما لم تفلح التدخلات السائدة من قبل هيئات بحثية وتنموية أخرى في التوصل إلى نتائج فعالة ومستدامة. فقد نفذ المركز حتى تاريخه برامج في أكثر من 30 بلداً في أقاليم الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وجنوب آسيا، وآسيا الوسطى والقوقاز.