في عشية اليوم العالمي للمرأة، يطلق كلا من المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا)، ومؤسسة بيل ومليندا غيتس والبنك الإسلامي للتنمية و برنامج أبحاث القمح للمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية ، افتتاح الانطلاقة الأولى لزمالة القياديات العربيات في الزراعة "أوْلى" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
تهدف زمالة "أوْلى" إلى دعم الباحثات العربيات في رحلتهم المهنية والقيادية، لإبراز أفكارهن وقدراتهن وإسهاماتهن وتعزيز الاستجابة لمعايير الجندرة بتمكين دور المرأة في الزراعة والبحث العلمي.
سيتم إلقاء الضوء والتركيز على دور الباحثات المشاركات في الدورة الأولى من زمالة "أوْلى"، في الإسهام بتأسيس المنتدى الأول في أوساط البحث العلمي العربي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعرض وبحث أهم التحديات الزراعية في المنطقة. بالإضافة الى دور الباحثات في تنظيم أول منصة لعقد شبكات تواصل بين الباحثات العربيات ونظيراتهن على المستوى الإقليمي والعالمي.
ستفضي مرحلة التقديم والمقابلة الى اختيار ما بين 20 إلى 30 باحثة من الجزائر ومصر والأردن ولبنان والمغرب وفلسطين وتونس. منطلقاً من الأردن وتونس كمركزين إقليميين يجمع كلا منهما ما يقارب من ١٥ مشتركة، على مدى 10 أشهر إبتداءا من 1 يونيو/حزيران 2019.
تقول الدكتورة أسمهان الوافي، مدير عام إكبا: "إن إسهام المرأة في الزراعة، سواء في المزرعة أو المختبر، يعتبر مكوناً أساسياً لتحقيق الأمن الغذائي العالمي. وقد صُمم برنامجنا لمعالجة الأسباب الهيكلية التي تقف وراء تحقيق المساواة بين الجنسين، بتشجيع المرأة على اتخاذ أدوار فاعلة في الأبحاث والابتكارات العلمية مستقبلاً. لا شك بأن الإستثمار بتنمية المرأة اليوم والإفادة من قدراتها سيضع العالم على طريق مستقبل أكثر استدامة ينعم بأمن غذائي أكبر."
من جهته، قال الدكتور بندر حجار، رئيس البنك الإسلامي للتنمية: "يسرنا أن نكون طرفاً في الشراكة لإطلاق هذا البرنامج، الذي يمثل خطوة راسخة تضمن تجاهل أي طرف. ونحن في البنك الإسلامي للتنمية نركز على اتخاذ الخطوات اللاحقة بما يساعد على تحقيق المساواة بين الجنسين. تمثل زمالة "أوْلى" رفداً لعدد من المشاريع البارزة التي أطلقناها وصممناها لتحفيز المرأة وتمكينها إلى جانب جائزة البنك الإسلامي للتنمية لإسهامات المرأة في ميدان التنمية."
السيد حسن الدملوجي، معاون مدير السياسات العالمية ورئيس علاقات الشرق الأوسط في مؤسسة بيل ومليندا غيتس قال من جهته: "إن الدعوة هذا العام لاتخاذ الإجراءات اللازمة لصالح اليوم العالمي للمرأة تهدف إلى بناء عالم يتسم بالمساواة بين الجنسين، وهو بدقة ما يصبو إليه برنامج "أوْلى"، صاباً في صالح الأبحاث والتنمية الزراعية على المستوى الإقليمي. من خلال تنمية مهارات الباحثات ودعمهن من خلال إتاحة عدداً من الفرص والإمكانيات. تسعى زمالة "أوْلى" أيضاً إلى سد الفجوة في مجال الأبحاث والتنمية الزراعية وخلق بيئة أكثر توازناً، تكفل المساواة بين أدوار كلا من الجنسين. وهذا من شأنه تحسين نوعية الأبحاث الزراعية وتأثيرها في كامل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يسهم في مواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة."
"يسرنا إقامة شراكة مع إكبا ومع البنك الإسلامي للتنمية في برنامج زمالة "أوْلى" الذي سيخرّج دفعة من الباحثات الماهرات والمتمكنات اللواتي تجمع بينهن روابط متينة. إن هذه الانطلاقة الأولى ستعلب دوراً محورياً في نجاح البرنامج واستدامته، ونشجع بدورنا كافة المرشحات من كامل البلدان التي تقع في دائرة التركيز على تقديم طلبات المشاركة."
أما السيد فيكتور كوميريل، مدير برنامج القمح للمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية فقال في كلمته: "نحن مفعمون بالحماس للعمل يداً بيد مع "أوْلى". إذ تجمعنا اهتمامات مشتركة، ألا وهي بناء طاقة علمية أنثوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يركز برنامج "القمح" على الأبحاث العلمية الاجتماعية أو الطبيعية المرتبطة بالنظم القائمة على القمح. ولكننا نطمح بالتعاون مع "أوْلى" على مدارك أوسع لإحداث فرقاً إيجابياً خلال البضع سنوات القادمة."
تشير الأدلة العملية إلى مستويات ضئيلة من المشاركة النسائية في المناصب القيادية في نطاق الأبحاث. تقف نسبة الباحثات العربيات في المنطقة عند 17 في المائة، النسبة الأدنى مقارنة بنفس المؤشرات العالمية. تتجلى الفجوة الجندرية في نسبة العاملين في منظمات الأبحاث والإرشاد الزراعي، بالرغم من أن المرأة تشكل ما يربو عن 40 في المائة من القوى العاملة في هذا القطاع. ما يفيد بأن السياسات والتدابير المتعلقة بالاستثمارات في الميدان الزراعي قد لا تعكس حقيقة منظور كلا من الجنسين أو معايير الجندرة بشكل إيجابي.
أقدمت إكبا على تطوير برنامج "أوْلى" عام 2016 بدعم من مؤسسة بيل ومليندا غيتس والبنك الإسلامي للتنمية، سعياً إلى الإسهام في تحقيق هدف التنمية المستدامة للأمم المتحدة الخاص بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة من خلال بناء وتحسين قدرات جيل جديد من الباحثات والقياديات العربيات. مما يؤدي "أوْلى" إلى إحداث تأثيرات إيجابية في أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالعمل المناخي؛ والحياة في البر؛ وعقد الشراكات لتحقيق الأهداف.