الكينوا القيرغيزي يجد سبيلاً له نحو الأسواق العالمية

  • عظمات كاسيف، خبير زراعي ومزارع رائد بعمر 44 عاماً هو من بدأ بزراعة الكينوا في المنطقة. أما شركته AgroLead فهي المنتج الرئيسي لهذا المحصول المتفوق. فقد بدأت العملية برمتها عام 2012 عندما تلقى البذور الأولى لصنفي الكينوا "ريجالونا" و"تيتيكاكا" من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO). واستغرق الأمر معه خمس سنوات لاختبار المحصول وتكييفه مع الظروف المحلية.
    عظمات كاسيف، خبير زراعي ومزارع رائد بعمر 44 عاماً هو من بدأ بزراعة الكينوا في المنطقة. أما شركته AgroLead فهي المنتج الرئيسي لهذا المحصول المتفوق. فقد بدأت العملية برمتها عام 2012 عندما تلقى البذور الأولى لصنفي الكينوا "ريجالونا" و"تيتيكاكا" من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO). واستغرق الأمر معه خمس سنوات لاختبار المحصول وتكييفه مع الظروف المحلية.
27 أكتوبر 2018

قبل بضع سنوات لم يكن أحد على دراية بالكينوا في مقاطعة تونج الواقعة في منطقة إيسيك كول شرقي قرغيزستان. إلا أن قرية بوكونبايفو التي تقع ضمن المقاطعة المذكورة تعتبر اليوم مهد زراعة الكينوا القرغيزي.

عظمات كاسيف، خبير زراعي ومزارع رائد بعمر 44 عاماً هو من بدأ بزراعة الكينوا في المنطقة. أما شركته AgroLead فهي المنتج الرئيسي لهذا المحصول المتفوق. فقد بدأت العملية برمتها عام 2012 عندما تلقى البذور الأولى لصنفي الكينوا "ريجالونا" و"تيتيكاكا" من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO). واستغرق الأمر معه خمس سنوات لاختبار المحصول وتكييفه مع الظروف المحلية.

يقول السيد كاسيف: "إن غلة هذا المحصول مرتفعة حقاً، فكمية 2.5 كغ من البذور المزروعة في هكتار واحد من الأرض قادرة على إعطاء ثلاثة أطنان من الكينوا." ومع الأسعار الراهنة التي توفرها السوق العالمية والتي تتراوح من 2 إلى 16 دولاراً أمريكياً لكل كغ، يأمل السيد كاسيف بجني أرباح مجزية.

إلا أن منظمة الأغذية والزراعة ليست المنظمة الوحيدة التي تنفرد بتحفيز زراعة الكينوا في البلد. إذ يقوم المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) بإدخال أصناف خاصة به من الكينوا إلى قرغيزستان. وبدعم من البنك الإسلامي للتنمية (IsDB)، تم توزيع بذور خمسة أصناف كينوا محسنة ومقاومة للملوحة والجفاف عام 2015 من البنك الوراثي لإكبا على العلماء والمزارعين في البلد.

ومنذ تلك الفترة وزراعة الكينوا مستمرة في كافة مناطق قرغيزستان، كمنطقة تشوي وتالاس وجلال أباد وباتكين وغيرها من المناطق، حيث تظهر سنوات عديدة من التجارب أن مقاطعة تونج في منطقة إيسيك كول، ومقاطعة باكاي أتا في منطقة تالاس وسفوح الهضاب في جلال أباد التي تتسم بارتفاع الحرارة نهاراً والبرودة ليلاً تمثل الظروف الأنسب للمحصول. واليوم نشهد تزايداً كبيراً في عدد المزارعين الذين يعتمدون الكينوا نظراً لما يقدمه المحصول من أرباح كبيرة.

إلا أن مزارعي الكينوا يواجهون تحديات شتى. فعمليات الحصاد ومعاملات ما بعد الحصاد لا تتم باستخدام الآليات الزراعية بعد. إذ يجني عظمات كاسيف دخله بيده حرفياً، فكافة أعمال زراعة البذور والتعشيب والحش والتجفيف والدرس تتم يدوياً. يقول مشتكياً: "لا توجد آلات لزراعة الكينوا وحصاده في قرغيزستان."

أما التحدي الأكبر فيتعلق ببيع المنتج. فنظراً للبيروقراطية، لم يستطع بعد الحصول على شهادة منشأ وشهادة جودة خاصة بالكينوا التي يزرعها. الأمر الذي يدفعه إلى بيع المنتج بكميات قليلة إلى جهات شرائية من أوكرانيا، وإلى بعض المزارعين المحليين، وكذلك إلى متاجر ومطاعم مختصة بمنتجات الأغذية العضوية. ويرتفع سعر المبيع بالتجزئة للكينوا إلى 700 سوم قرغيزي للكغ (1 دولار أمريكي يعادل نحو 70 سوماً قرغيزياً)، بينما قد تأتي البذور بمبلغ 2,000 سوم قرغيزي للكغ.

ورغم كل ورد ذكره آنفاً لا تزال أعمال الكينوا تحرز تقدماً. فالباحثون المحليون متفائلون بمستقبل المحصول في البلد. على سبيل المثال، طور العلماء في الجامعة القرغيزية الوطنية مختلف الوصفات والمشروبات المصنعة من الكينوا المزروع محلياً. كما حصل فريق من الباحثين لدى الأكاديمية الوطنية للعلوم والجامعة الزراعية الوطنية القرغيزية على تسجيل براءة لمشروب يعتمد على الكينوا وكذلك لكعكة الكينوا.

هذا وقد بدأ عشرات المزارعين باعتماد زراعة هذا المحصول إثر ما أبداه عظمات كاسيف من حماس راسخ، وكذلك نتيجة أنشطة تنمية القدرات التي نظمها علماء إكبا. إذ شهدت المساحات المزروعة بالكينوا اتساعاً في قرغيزستان، لتصل إلى 14 هكتاراً في مرتفعات منطقة إيسيك كول، و56 و80 هكتاراً في منطقتي تالاس وجلال أباد. لا شك أن هذا إنجاز منقطع النظير، بعد أن كان محصول الكينوا مغموراً في هذا البلد من آسيا الوسطى قبل بضعة أعوام.