دبي، الإمارات العربية المتحدة، 6 مايو/أيار 2018 – يشهد عدد مزارعي الكينوا في دولة الإمارات العربية المتحدة زيادة مطردة وذلك بفضل برنامج محوري يقوده المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) بالتعاون مع منظمات وطنية شريكة.
ففي أعقاب سنوات عديدة من جهود البحوث والتنمية في هذا البلد، يعمل إكبا اليوم يداً بيد مع المزارعين على إدخال أصناف أثبتت خلال التجارب إنتاجية جيدة جداً ضمن الظروف المحلية.
ونظراً للتنوع الوراثي الملحوظ الذي يتسم به نبات الكينوا ومرونته وقدرته على التكيف مع الظروف البيئية القاسية، نجد أن زراعته ممكنة في التربة الملحية الفقيرة ذات الهطولات المطرية المتدنية جداً. وإضافة إلى قيمته في السوق، يتمتع المحصول بتركيبة تغذوية استثنائية، فهو غني بالمغذيات، وخالٍ من الغلوتن، فضلاً عن غناه بالأحماض الأمينية والفيتامينات الأساسية.
وضمن البرنامج المذكور، يتعاون علماء إكبا مع شركاء محليين منذ 2016 لإختيار بذور الكينوا وتوزيعها على 12 مزارعاً رائداً في إمارات أبوظبي وعجمان والشارقة والفجيرة.
ففي الشارقة على سبيل المثال شرع المزارعون بزراعة الكينوا خلال فبراير 2018 بدعم من إكبا ودائرة شؤون البلديات والزراعة في حكومة الشارقة حيث باتت المستويات المرتفعة من الملوحة (التي وصلت حتى 16 ديسي سيمنز في المتر) وتدني مستويات المياه الجوفية التي أصبحت مشكلة تقلق المزارعين في هذه الإمارة.
كما يترقب المزارعون حصاد غلال تصل حتى 2.2 طن من الحبوب في الهكتار، رغم تراوح معدل الملوحة في تلك المناطق من 2 حتى 16 ديسي سيمنز/متر للتربة ومن 6 حتى 18 ديسي سيمنز/متر للمياه الجوفية. أضف إلى ذلك الطبيعة الرملية للتربة في تلك المناطق وتدني خصوبتها، مع درجة حموضة (pH) بين 7 و8.5.
يقول الدكتور يوان بابلو رودريغز كالي، زميل ما بعد الدكتوراة لدى إكبا: "تسرنا رؤية النتائج الأولية لزراعة الكينوا في الإمارات العربية المتحدة. ونظراً لأن البلد يستورد جلّ الأغذية لتلبية الطلب المحلي، فإن زيادة الإنتاج المحلي من شتى المحاصيل، بما في ذلك محصول الكينوا، من شأنه تحسين الاكتفاء الذاتي من الأغذية في البلد في نهاية المطاف والمساعدة على تعزيز الدخل لدى المزارعين."
وتأكيداً على ما ذكره الدكتور رودريغز، قال الدكتور عزيز هيريتش، خبير البستنة لدى إكبا: "من أجل زيادة إنتاج الأغذية، لاسيما في البيئات الهامشية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى، يساعد إكبا المزارعين على إنتاج محاصيل مثل الكينوا والتي لا تقتصر مزاياها على استهلاك كمية أقل من المياه ونموها في ظروف شديدة الملوحة قياساً بالمحاصيل الأساسية فحسب، بل نراها تتسم بقيمة تغذوية مرتفعة فضلاً عن قيمتها العالية في السوق."
ولتقييم الأصول الوراثية للكينوا وانتخاب سلالات تناسب بالدرجة الفضلى مختلف الظروف البيئية الممتدة عبر شتى الأقاليم، يقوم إكبا ومنذ عام 2007 بإدارة برنامج عالمي خاص بالكينوا. إذ يجري المركز لسنوات عديدة تقييماً لما يربو على 121 سلالة كينوا، حيث قام بانتخاب السلالات الأفضل إنتاجية منها والتي تلائم بلدان كمصر وإثيوبيا والهند والأردن، وكذلك قيرغيزستان والمغرب وعمان، فضلاً عن باكستان واسبانيا وطاجيكستان والإمارات العربية المتحدة وأوزبكستان واليمن.