عرض المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) مؤخراً النتائج التي توصل إليها برنامجه طويل الأجل في ميدان أبحاث نخيل التمر وذلك خلال المهرجان الثالث للتمور بواحة سيوة في مصر.
فقد استقطب هذا المهرجان، الذي جرى تنظيمه برعاية فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال الفترة من 15 إلى 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، عدداً كبيراً من المنظمات والشركات المحلية والوطنية والدولية، فضلاً عن استقطابه للمزارعين والعامة.
وبدعوة من جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي (KIADPAI)، شارك إكبا في المهرجان إلى جانب 250 جهة عارضة أخرى، وكان من بين المنظمات البحثية القلائل التي عرضت أبحاث نخيل التمر خلال هذه الفعالية.
وقام بتنظيم المهرجان الأمين العام لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي بالتعاون مع جهات شريكة في مصر، كوزارة التجارة والصناعة، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO) كشركاء استراتيجيين. ومن بين الشركاء الآخرين كانت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، والشبكة الدولية لنخيل التمر، ومحافظة مطروح، وجمعية أصدقاء النخلة، وجمعية أبناء سيوة للخدمات السياحية والحفاظ على البيئة، وجمعية سيوة لتنمية المجتمع والبيئة وغرفة الصناعات الغذائية بمصر.
وخلال هذه الفعالية التي استمرت لأربعة أيام، استقبل جناح إكبا ما يزيد على 200 زائر، كان من بينهم مزارعون ووفود من كلا القطاعين العام والخاص والذين أبدوا اهتماماً بالتعرف عن كثب على أبحاث إكبا وأعمال التنمية المتعلقة بنخيل التمر. كما تعرّف الوفود بصفة خاصة على ري أشجار نخيل التمر بالمياه المالحة، واستخدام أشجار نخيل التمر ضمن نباتات الزينة في المناطق مرتفعة الملوحة، فضلاً عن تعرفهم على مُحسنات التربة وإنتاح الفحم الحيوي من بقايا أشجار النخيل، واستخدام تقنية الفطريات الجذرية الحويصلية لصالح نخيل التمر.
ومن بين كبار الزوار خلال هذا المهرجان كان السيد اللواء علاء أبو زيد، محافظ محافظة مطروح؛ والدكتور عبد الوهاب زايد، أمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، حيث تعرف سيادة اللواء أبو زيد على أبحاث إكبا والجهود التي يبذلها المركز على صعيد التنمية في شتى المناطق، واقترح على إكبا إقامة مشاريع إنمائية في واحة سيوة بالتعاون مع جائزة خليفة الدولية.
وخلال اجتماعه مع ممثلي إكبا، قال السيد محمد سهيل المزروعي، المدير التنفيذي لدى تمور ليوا: "نرغب في إقامة مشاريع تعاونية مشتركة مع إبكا، لاسيما في مجال تقدير احتياجات أشجار نخيل التمر من المياه، إذ أن الري غير المناسب يؤدي إلى تكبد شركتنا لتكاليف باهظة. وبالتالي، نرغب في بحث هذه القضايا مع الخبراء المعنيين واستكشاف مجالات التعاون المحتمل."
ويجدر بالذكر أن إكبا يعمل منذ 2001 على نطاق واسع مع شركاء له، وعلى رأسهم وزارة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة، لدراسة العديد من أصناف التمور النخبة من حيث تحمل الملوحة. وقد أثبت برنامج أبحاث نخيل التمر نجاحه في ميادين عديدة منها تقييم تحمل الملوحة لدى أصناف التمور في شبه الجزيرة العربية؛ ومعرفة تأثير مستويات الملوحة المختلفة في نمو نخيل التمر وإنتاجيته على المدى الطويل؛ فضلاً عن تحري تأثير ملوحة مياه الري في التمور من حيث كميتها ونوعيتها.
ومن خلال العمل لسنوات، استطاع خبراء إكبا تقييم ما يربو على 270 شجرة نخيل من خلال سلسلة من التجارب التي ساعدت على تحديد الأصناف ذات الإنتاجية الأفضل ضمن الظروف الملحية.
وتكريماً لإكبا لقاء جهوده المتواصلة في ميدان أبحاث نخيل التمر فقد تم منحه العديد من الجوائز التي كان من بينها جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي.