تمثل مساهمة المزارع الأسرية وصغار المزارعين العامل الأهم لزيادة الإنتاجية الزراعية واستدامتها، لأنهم ينتجون نسبة كبيرة من الأغذية على مستوى العالم، ويؤدون دوراً محورياً في تحقيق الأمن الغذائي والتغذوي وإدارة الموارد الطبيعية، إضافة إلى توفيرهم مصادر المعيشة المستدامة للمجتمعات الريفية. على سبيل المثال، تشكل الزراعة الأسرية ذات الحيازات الصغيرة نحو ۸۰ في المائة من الإنتاج الزراعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويعتمد الأمن الغذائي ومصادر المعيشة لدى تلك الأسر بدرجة كبيرة على الأنشطة الزراعية، مما يجعلها سريعة التأثر بالتحديات الراهنة التي تواجه الزراعة، بما في ذلك الاستنزاف السريع للموارد الطبيعية، وتأثيرات التغير المناخي، وفقدان التنوع الحيوي.
تؤدي المرأة دوراً محورياً في الزراعة الأسرية من خلال مهاراتها وخبرتها المكتسبة بالممارسات الزراعية، فهي اليد العاملة التي تعمل في الحقل، كما أنها الداعم لتوفير الغذاء ومصادر المعيشة ضمن أسرتها. ورغم دورها المركزي في الإنتاج الزراعي، إلا أنه غالباً لا تحصل على التقدير الكافي بسبب عدم إمكانية حصولها على الموارد والفرص، بما في ذلك الخدمات الإرشادية والتعليم والتدريب، مما يحد من قدرتها على تبني ممارسات وتقانات مبتكرة. ويعد تعزيز قدرات المزارعات، بهدف تمكينهن من اعتماد نهج مبتكرة لتحسين الإنتاجية الزراعية ورفع مستوى التأقلم مع الفعاليات المناخية المتطرفة والموارد الطبيعية المحدودة، عاملاً أساسياً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وخصوصاً الهدف الأول: القضاء على الفقر، الهدف الثاني: القضاء على الجوع، الهدف الخامس: المساواة بين الجنسين، الهدف الثالث عشر: التصدي لتغير المناخ.
المدربون:
المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا)، دبي، الإمارات العربية المتحدة
السيد غازي الجابري، اختصاصي التدريب، إكبا، الإمارات العربية المتحدة