يعمل "إكبا" مع شركائه على تحسين الأمن الغذائي والتغذوي من خلال غربلة وتحديد واستنباط أصناف محاصيل متحملة للملوحة والحرارة والجفاف، ويمكن للمزارعين تبنيها في بيئات هامشية.
عمل "إكبا" لعدد من السنوات على محاصيل حولية تقليدية من قبيل الذرة البيضاء والدخن اللؤلؤي والشعير. وجاء في أعقاب عملية انتخاب طرز وراثية متحملة للملوحة والجفاف إدخال تلك الطرز الوراثية وتبنيها في كثير من بلدان آسيا الوسطى والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وكذلك أفريقيا جنوب الصحراء. واستخدم عدد من الطرز الوراثية التي خضعت لتقييم "إكبا" من قبل شركاء زراعيين وطنيين لاستنباط أصناف جديدة أثبتت تفوقها على صعيدي تحمل الملوحة والغلة، مقارنة بالمادة المحلية.
وخلال السنوات الأخيرة، ركزت بحوث "إكبا" على غربلة وتحديد واستنباط أصناف محاصيل متحملة للملوحة والحرارة لا تزرع بشكل شائع في المناطق الهامشية التي يستهدفها "إكبا". وتشتمل هذه المحاصيل على الكينوا والخردل والسيسبانيا وكذلك الزعفران والتريتيكال. وتتسم كافة هذه الأصناف بتحمل لإجهاد الملوحة والحرارة، وتحتاج في نموها إلى كمية أقل من المياه، وذات طيف واسع من الاستخدامات كغذاء وعلف، فضلاً عن الاستخدام الصناعي لها، الأمر الذي يجعلها أصنافاً مرشحة مبشرة بتنويع نظم الإنتاج وبالاستخدام الاقتصادي للتربة وموارد المياه ذات النوعية الهامشية.
يعد الكينوا محصولاً ملحياً اختيارياً قادراً على النمو بنجاح في تربة فقيرة (بما في ذلك الرمل الصرف) وفي بيئات تحظى بهطولات مطرية سنوية لا تتعدى 200 مم. وخلال السنوات الأخيرة، حظي الكينوا باهتمام عالمي كمحصول زراعي وصناعي متعدد الأغراض قادر على النمو ضمن ظروف متطرفة للتربة والمناخ. ويعمل "إكبا" بشكل مكثف على تقييم امكانية الكينوا كمحصول غذائي وعلفي بديل لصالح المناطق المتضررة بالملوحة منذ عام 2006. أما التوقعات حيال تبني المحصول على نطاق واسع وإنتاجه في البيئات الهامشية فتعد مبشرة جداً، حيث جرى تحديد بضعة طرز وراثية كمرشحة محتملة لاختبار تكيفها على نطاق أوسع.
أما الساليكورنيا (الإشنان) فيمثل محصولاً آخر يعمل عليه "إكبا" حيث أثار الكثير من الاهتمام. والساليكورنيا محصول ملحي قادر على النمو في مياه البحر ويمكن استخدامه كوقود حيوي (من بذوره)، وكواحد من محاصيل الخضروات، في حين تستخدم بقايا كتلته الحيوية كعلف للحيوانات. ومنذ عام 2014، يعمل "إكبا" على تقييم كافة الطرز الوراثية المتوافرة للساليكورنيا وجوانب إنتاج المحصول من خلال ممارسات زراعية وسلالات بذور مستولدة داخلياً.
وإلى جانب الكينوا والساليكورنيا ، يعمل "إكبا" أيضاً على محاصيل مبشرة أخرى.
فقد أظهر السيسبانيا امكانية ممتازة كمحصول بقولي بديل قادر أن يحل محل الفصة في نظم الإنتاج، حيث بدت الإدارة السديدة قادرة على تحسين غلال الكتلة الحيوية بشكل ملحوظ.
يزرع الخردل للحصول على أوراقه الخضراء الناعمة التي تعد مصدراً للزيت الصالح للأكل، فضلاً عن استخدامها كتابل.
أما الزعفران فيشكل محصولاً زيتياً متعدد الأغراض ومتوسط التحمل للملوحة، حيث يحمل امكانية عظيمة لتطويره كمحصول علفي.
يمثل التريتيكال، المحصول الهجين بين القمح والشيلم، محصولاً مبشراً آخر يتزايد استخدامه كمحصول علفي لقطعان الأبقار والخنازير والدواجن، كما يمكن استخدامه كبديل عن الذرة وفول الصويا.