إن عدم توافر معلومات واضحة ودقيقة حول التربة قد أعاق مسيرة الجهود نحو تعزيز التنمية الزراعية المستدامة. وفي هذا الإطار، كان لابد من تحري طبيعة موارد التربة وتحديد إمكانيات التربة ونقاط ضعفها، لتحقيق التنمية المستدامة والمثمرة اقتصادياً للشعب. ويمكن الحصول على معلومات موثوقة حول التربة من خلال توظيف التقنيات المتطورة في مجال الاستشعار عن بعد، والحوسبة، وتحليل التضاريس، فضلاً عن الجيولوجيا وبيانات نظام المعلومات الجغرافي المتكامل، وأدوات القياس التي تتيح تحقيق موثوقية وفائدة غير مسبوقة في خرائط التربة الالكترونية. وتم استكمال مسح التربة باستخدام هذه التقنيات لتوفير مجموعة متنوعة من نشاطات التخطيط، والتطوير، والتنفيذ المرتبطة بالموارد الطبيعية. وفي مجال الزراعة المستدامة، يزخرالعديد من مناطق العالم بأنماط عديدة من التربة الخصبة ومخزون وافر من موارد المياه مرتفعة الجودة، مما يساعد في تحقيق إنتاج زراعي فعال دون بذل الكثير من الجهود. وعلى خلاف الحال في إمارة أبو ظبي، حيث تعوزها وفرة الموارد آنفة الذكر، مما يستلزم تحديد طبيعة موارد التربة فيها وكيفية استغلالها بالشكل الأمثل لمختلف الأغراض بما في ذلك الإنتاج الزراعي. وانطلاقاً من هذه الحاجة، تم استكمال مسح تربة إمارة أبو ظبي على مرحلتين. غطت المرحلة الأولى كامل الإمارة وفق مقياس ١٠٠،٠٠:١ في حين شملت المرحلة الثانية ٤٠٠٠٠٠ هكتار من مساحات الأراضي التي يمكن استخدامها في الزراعة المروية وفق مقياس ١:٢٥،٠٠٠
تمثل هدف المشروع في توفير مجموعة شاملة لمعلومات التربة الرقمية لأصحاب القرار ومخططي استخدام الأراضي بهدف دعم التنمية المستدامة والمجدولة من خلال تعزيز المعلومات المتاحة عن التربة لضمان تحقيق الاستخدام المستدام للأراضي في إمارة أبو ظبي.