يشكل تفشي البطالة بين الشباب إحدى المشكلات الرئيسية في تونس لاسيما بين خريجي الدراسات العليا. وفي الوقت عينه، تتزايد الهوة الاقتصادية بين المناطق الريفية والحضرية، وبين المناطق الشمالية الساحلية والمناطق الجنوبية الغربية. وحيث أن الزراعة تشكل عصب الحياة في المناطق الريفية بتونس، إلا أن ظروف الجفاف الناجمة عن التغير المناخي قد باتت سائدة في البلد، الأمر الذي يسفر عن مشكلات عدة منها انخفاض الغلال الزراعية، وتدهور الأراضي، وندرة المياه. كما تعد الزراعة مصدر معيشة أساسي في المناطق الريفية من البلاد، وهي محورية للأمن الغذائي. ويمكن تحقيق تقدم ملحوظ على صعيد النمو الاقتصادي والحد من الفقر وتحقيق الأمن الغذائي في تونس، لاسيما في المناطق الريفية من خلال تنمية القدرات البشرية وزيادة إنتاجية القطاع الزراعي وتحسين إسهامها في إجمالي التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
يستهدف المشروع منطقة الحمامات ضمن ولاية نابل شمالي تونس، والتي تصل فيها بطالة الشباب إلى مستوى كبير لاسيما خلال فترات انخفاض السياحة، ما يشكل متاعب اقتصادية وحالة من انعدام الاستقرار الاجتماعي. أما الهدف الرئيس للمشروع فيكمن في إيجاد فرص عمل للشباب والمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة في منطقة الحمامات من خلال تطوير سلاسل قيمة مستدامة لمحاصيل عالية القيمة تتسم بقدرتها على التأقلم مع المناخ (مثل محاصيل الكينوا والذرة الرفيعة واللوز والفستق الحلبي)، فضلاً عن قدرتها على تحمل الظروف الهامشية، وانخفاض احتياجاتها المائية، وبالتالي تمكين منطقة الحمامات من التكيف مع التأثيرات المناوئة للتغير المناخي وتدهور الأراضي وندرة المياه.
الدكتورة هندة المحمودي (hmj@biosaline.org.ae)