باتت الحاجة إلى مواجهة تحديات الأمن الغذائي خلال القرن الحادي والعشرين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكثر إلحاحاً اليوم، لاسيما في ضوء النمو السكاني وتفاقم التأثيرات الناجمة عن التغير المناخي، حيث ستزيد هذه التحديات من صعوبة تأمين احتياجات سكان المنطقة خلال السنوات القادمة. ونظراً لأن التحديات المذكورة تضع مستقبل الأمن الغذائي للمنطقة في دائرة الخطر، ستكون الابتكارات ضمن القطاع الزراعي مطلوبة بدرجة أكبر.
بالرغم من الاعتراف واسع النطاق للحاجة إلى تحسين الإنتاج الزراعي وتوزيعه، إلا أن البحوث الزراعية لا تزال دون المستوى المنشود. ويعد عدد النساء محدوداً وسط مجتمع الباحثين الزراعيين في المنطقة، وكذلك على مستوى العالم. ففي ميدان البحوث والابتكار، لا تتجاوز نسبة الباحثات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 17 في المائة، وهي النسبة الأدنى قياساً بمناطق أخرى من العالم. ونسبة الباحثات على مستوى الخريجات هي الأعلى، حيث تبلغ وسطياً 30 في المائة من نسبة الباحثين الحاملين لدرجات البكالوريوس، لتنخفض إلى مجرد 22 في المائة لحملة الماجستير وإلى 18 في المائة لحملة الدكتوراة.
لذلك فإن إشراك عدد أكبر من النساء في العمل على قضايا الأمن الغذائي والتغذوي والمائي بصورة عامة لاسيما في ميدان البحوث الزراعية، يشكل إحدى سبل تعزيز الابتكارات المطلوبة بالدرجة الأكبر. فقد أظهرت الدراسات أن فرق العمل التي يكون فيها عدد الأفراد بين الجنسين متساوياً يؤدي إلى تحسين مستوى الابتكارات والإنتاجية. كما تؤكد البحوث أيضاً أن النساء يعتبرن عنصراً حاسماً على مستوى الابتكارات. فعلى سبيل المثال، خلصت إحدى الدراسات إلى أن نسبة النساء المشاركات في فرق العمل ترتبط طرداً بنجاح تلك الفرق.
لتذليل التحديات التي تواجه الباحثات العربيات في ميدان الزراعة، أطلق المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) أول زمالة من نوعها تعرف باسم القياديات العربيات في الزراعة (أولى)، وهو برنامج يمتد لسنة واحدة حول بناء القدرات، مخصص للباحثات العربيات ويركز على بناء مهاراتهن القيادية والبحثية في المجالات المتعلقة بالبحوث، مع التركيز بصفة خاصة على الأمن الغذائي والتغذوي والمائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
غازي الجابري، اختصاصي التدريب (g.al-jabri@biosaline.org.ae)