تعتبر منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا إحدى أشد المناطق ندرة بالمياه على مستوى العالم، بينما تستهلك الزراعة أكثر من 75 في المائة من موارد المياه العذبة فيها. وتظهر آفاق التغير المناخي ارتفاعاً في درجات الحرارة بنحو 1-2 درجة مئوية، يصاحبها تراجع في الهطولات بأكثر من 20 في المائة، وزيادة في موجات الجفاف المديدة. أضف إلى ذلك أن الكثير من النظم الزراعية الإيكولوجية القائمة على المياه الجوفية وما يزيد على 25 في المائة من الأراضي الزراعية المروية اعتماداً على الأنهار في هذه المنطقة تتأثر بالملوحة والغمر بالمياه. وهذه التغيرات الملحوظة تشكل معوقات أمام الإنتاجية الزراعية، كما تؤثر في مصادر المعيشة والأمن الغذائي في المنطقة، الأمر الذي يستدعي إجراء إعادة تقييم للزراعة التقليدية. ولعل أحد الحلول المستدامة الذي اقترح إكبا تنفيذه في مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة يكمن في إدخال محاصيل عالية القيمة وذات قدرة على التأقلم كمحصول الساليكورنيا Salicornia bigelovii والأعلاف المحبة للملح والكينوا القادرة على تحمل أحوال الطقس المتطرفة وتستخدم الموارد الهامشية المتاحة من أراض ومياه وتزيد الإنتاجية الزراعية والأمن الغذائي في تلك المجتمعات.
البناء على النجاح الذي أحرز خلال المرحلة الأولى لمشروع الغذاء من أجل المستقبل وتعزيز مفهوم مشاريع الأعمال الخضراء من خلال مواجهة التحديات البيئية والاجتماعية من خلال جعل النظم الغذائية صديقة للمناخ وذات كفاءة في استخدام الموارد ومستدامة بيئياً، وبالتالي تحفيز التحول الزراعي والتنويع الاقتصادي المستدام.
الدكتورة ديونيزيا أنجليكي ليرا (D.Lyra@biosaline.org.ae)