إدخال سلاسل القيمة لمحاصيل قابلة للتأقلم مع الإجهاد دعماً لتنمية المجتمعات الريفية المستدامة في القصرين بتونس
يبلغ عدد السكان في ولاية القصرين بتونس حوالي 430,000 نسمة، بينما تُعتبر مؤشرات التنمية البشرية فيها الأدنى على مستوى البلد، حيث تبلغ نسبة البطالة في أواسط قوى العمل 25 في المائة. وتشكل ولاية القصرين مثالاً عن المنطقة المهمشة، مما أسفر عن استبعاد السكان الذين باتوا عاجزين عن الحصول على حقوقهم الأساسية الاقتصادية والاجتماعية أو المطالبة بها، ومنها الحق في تلقي التعليم والخدمات الصحية والعمل. وتعتبر منطقة سولا في ماجل بلعباس إحدى أكثر المناطق المهمشة جفافاً على مستوى الولاية. أما الدخل الوحيد في سولا فيأتي من العمل الموسمي في جمع عشبة الحلفاء لصالح معمل إنتاج ورق محلي والذي يتفاوت إنتاجه بحسب الطلب، ما يجعل منه مصدراً ضعيفاً للدخل. وعليه، تحتل الزراعة موقعاً مهماً في اقتصاد البلد، حيث تشارك النساء في هذا القطاع بدور فاعل. ونظراً لهجرة الرجال إلى المدن فقد أصبحت النساء مسؤولة عن تلبية متطلبات الأسر الريفية.
تعد مشاركة النساء في سوق العمل منخفضة جداً في ولاية القصرين. لذلك إن تحفيز تنمية قطاع التصنيع الزراعي في هذه الولاية يساهم في زيادة فرص العمل المحلي للنساء في المناطق الريفية. يستهدف المشروع منطقة سولا الواقعة في منطقة ماجل بلعباس في ولاية القصرين، حيث يُنفذ على مرحلتين: يتم في المرحلة الأولى تقديم طرز وراثية لمحاصيل تتسم بقدرتها على التأقلم مع الإجهاد (كالكينوا والدخن اللؤلؤي والذرة الرفيعة) وأشجار مثمرة عالية القيمة كأشجار الفستق الحلبي إلى حوالي 100 مزارعة في ولاية القصرين. أما في المرحلة الثانية فسيتم توسيع نطاق نموذج سلسلة القيمة الذي تم تطويره لإيصاله إلى مجتمعات ريفية مهمشة أخرى في ولاية القصرين، حيث سيتم استهداف قرابة 900 امرأة مع أسرهن. ويعمل هذا المشروع - مستفيداً من الخبرات السابقة للتنمية الريفية المتكاملة، من قبيل معهد الأرض، ومشروع القرية للألفية، وصندوق التكافل الإسلامي للتنمية، وبرنامج القرى المستدامة - على بناء المهارات لدى المزارعات من خلال تدريبهن وتوفير الأدوات اللازمة لهن، وتطوير نموذج سلسلة قيمة مستدامة عن طريق التدريب وتأسيس علاقات تعاونية مع جهات فاعلة في سلاسل قيمة أخرى.
الدكتورة هندة المحمودي (hmj@biosaline.org.ae)