تحسين إنتاج عصير البطيخ في بوتسوانا

يتواجد في بوتسوانا نوع خاص من البطيخ يُعرف باسم "ليروتسي" (Citrullus lanatus var. citroides)، حيث يُنتج كميات أكبر من الثمار خلال فترات الجفاف مقارنة بالفترات الممطرة. يُستخدم هذا النوع من البطيخ في الطهو، ويتميز بانتشاره الواسع في بوتسوانا. خلال السنوات الماطرة يستنزف بطيخ ليروتسي المياه ويتأخر في الإزهار، لكن مع حلول فترة الجفاف، يتأثر بالضغط وينتج بعض الزهور كآلية لمقاومة الجفاف. يُصبح إنتاج البطيخ، وخاصة الليروتسي، خيارًا مغريًا للمزارعين مع تفاقم الجفاف في بوتسوانا بسبب التغير المناخي، مما يؤدي إلى زيادة الطلب عليه. يُعزّز هذا الطلب تفضيل شعب بوتسوانا للأطعمة التقليدية، لاعتقادهم بأنها تعود بالفائدة على صحتهم.

لاحظت السيدة ماسيغو رامولايس، المزارعة في قرية قرب لينتسويليتاو Lentsweletau)) في جنوب بوتسوانا، أنّ البطيخ لا يُستَغَل بالقدر الكافي وأشارت قائلة: "يتعرض البطيخ للتلف ويُهدر معظمه في الحقول ليستخدم علفًا للحمير والماشية في السنوات الوفيرة. لذا، أردت تعزيز قيمة هذه الفاكهة، لتمكين المزارعين من تحسين دخلهم وزيادة إنتاج البطيخ". 

شاركَت السيدة ماسيغو في دورةٍ تدريبيةٍ نظّمها المعهد الوطني للبحوث الزراعية والتنمية في بوتسوانا (NARDI) بالتعاون مع المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا)، للتعرّف على كيفية تعزيز قيمة بطيخ "ليروتسي". 

قالت السيّدة كتسيمانغ صافي، خبيرة البستنة في المعهد: "نظّمنا للمزارعين في المنطقة دورةً تدريبيةً حول تصنيع الأغذية. هدفت الدورة إلى إنشاء سلاسل قيمة للمحاصيل التي يزرعها المزارعون لتحسين دخلهم".

تُعتبر الدورة التدريبية إحدى مكوّنات مشروع يمتد على مدار خمس سنوات حول "تحسين التكيّف مع الملوحة من خلال تطوير وتعزيز التقنيات لصالح الفقراء"(RESADE)، يتعاون إكبا من خلاله مع الأنظمة الوطنية للبحوث الزراعية في بوتسوانا وغامبيا وليبيريا وموزمبيق وناميبيا وسيراليون وتوغو، لزيادة الإنتاج، وتحسين الإنتاجية الزراعية، وزيادة دخل المجتمعات الزراعية وخاصة النساء في المناطق الزراعية المتأثرة بالملوحة. يُنفَّذ إكبا المشروعبالتعاون مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (IFAD) والمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا (BADEA).   

تضيف السيدة كتسيمانغ صافي، منسّقة المشروع في بوتسوانا: "أطلعنا ماسيغو وزملاءها المزارعين خلال هذه الدورة على وصفات جديدة لتحضير مجموعة متنوعة من الأطعمة، بما في ذلك إعداد عصير بطيخ ليروتسي. واكتسبت السيدة ماسيغو والمزارعون الآخرون المهارات للحصول على التّراخيص لإنتاج الطعام، وإجراء التحاليل الغذائية اللازمة، كما تعلّموا أيضًا تسويق منتجاتهم".

باشرت ماسيغو بعد إتمام الدورة التدريبية بتأسيس مشروعها التجاري وحصلت على التراخيص التجارية اللازمة من السلطات المحلية. وقالت: "أسّستُ مشروعاً يسمّى منتج ماكابا لعصير الليروتسي، وحالياً أوظف بعض المساعدين لإنتاج العصير بكميات كبيرة وبيعه لمنظمي المناسبات الكبيرة مثل حفلات الزفاف".

لم تكتف ماسيغو بتصنيع عصير الليروتسي فقط، بل لاحظت أن معظم منتجي المشروبات المحليين يستوردون ملت الذرة الرفيعة من جنوب أفريقيا، مما شكّل فرصة غير مستغلة حيث تُعتبر الذرة الرفيعة إحدى المحاصيل الرئيسية في بوتسوانا. لذا، قرّرت الاستثمار في آلة طحن، وعزّزت قيمة الذرة الرفيعة المحلية من خلال استخدامها لصنع ملت الذرة الرفيعة وبيعه بأرباح جيدة.

وتضيف قائلةً: "أتوقع أن تشهد زراعة بطيخ ليروتسي في بوتسوانا زيادة ملموسة مع توفر سوق جديدة لها. وهذا سيضمن الاستمرارية لعملي مع توفر المواد الخام بسهولة".