نجح متحف الإمارات للتربة على مدى أربع سنوات في تكوين سمعة طيبة تجعل منه مقصداً لنهل المعرفة المتعلقة بحماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة داخل دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها.
فقد وصل عدد زوار المتحف أو المشاركين في برامجه من جميع أرجاء العالم منذ انطلاقته في ديسمبر/كانون الأول ۲۰۱٦ إلى نحو ۷,۰۰۰ شخص، منهم الوزراء وصناع السياسات، وكذلك الباحثون والمزارعون والطلاب.
ورغم تفشي جائحة كوفيد-۱۹، إلا أن المتحف استمر في إشراك أصحاب المصلحة من خلال عديد من البرامج المتاحة عبر الإنترنت، ليستقطب بذلك عدداً أكبر من الزوار والمشاركين عام ۲۰۲۰ قياساً بالعام الفائت، حيث وصل عدد زواره خلال هذا العام إلى ۲,۷۹٦ مقابل ۲,۰۰۰ زائر لعام ۲۰۱۹. كما شارك ۱,٦۳۲ شخصاً في أنشطة افتراضية، بينما انضم ۱,۱٦٤ شخصاً إلى الجولات والبرامج التي نظمت في الموقع.
كما تعاون المتحف على مدى هذا العام مع ۳۲ منظمة لتنظيم عدد من الفعاليات والإسهام فيها، حيث كانت المشاركات إما شخصياً أو افتراضياً، وسُلط خلالها الضوء على أهمية التربة وموارد المياه لصالح الأمن الغذائي والزراعة والتنمية المستدامَين.
كذلك أقام المتحف أول "معسكر شتوي حول الاستدامة" بالشراكة مع مبادرة "إدامة"، ونظم أيضاً عدداً من الفعاليات المشتركة لزراعة الأشجار. إلى ذلك، كان المتحف شريكاً وطرفاً متميزاً أسهم في فعاليات شتى مثل "مجلس شباب الغاف" لمبادرة "ارتبط مع الطبيعة"؛ و"إلى الأرض" لمركز جميل للفنون؛ إضافة إلى إسهامه في معسكر صيفي افتراضي أقامته وزارة التربية ومكتب الأمن الغذائي والمائي؛ وآخر نظمه مركز حمدان بن راشد آل مكتوم للموهبة والابتكار؛ وكذلك إسهامه في معسكر شتوي افتراضي نظمته بلدية دبي؛ وفعالية "اليوم العالمي للتربة" التي نظمها المركز الدولي للمراجع والمعلومات المتعلقة بالتربة والمتحف العالمي للتربة؛ وغيرها من الفعاليات الأخرى.
وبالتعاون مع المتحف العالمي للتربة وغيره من متاحف التربة في شتى البلدان، شارك متحف الإمارات للتربة في إطلاق الشبكة العالمية لمتاحف التربة خلال اليوم العالمي للتربة، الذي يُحتفل به في الخامس من ديسمبر/كانون الأول من كل عام، حيث تجمع هذه الشبكة ما بين متاحف التربة الموجودة في أنحاء العالم بغرض تسهيل التعاون ما بينها في شتى الميادين بدءاً من إدارة البرامج التعليمية وحتى تعزيز التوعية في مجال التربة وتأسيس متاحف جديدة للتربة.
إضافة إلى ذلك، أقام المتحف علاقة تشاركية مع جمعية التحالف من أجل المياه لدعم "الطلاب سفراء التحالف من أجل المياه" لإصدار كتاب يحتوي بين طياته على قصص للأطفال حول مواضيع التنوع الحيوي للتربة. وهذا الكتاب، الذي قام الأطفال بكتابته وإعداد رسومه التوضيحية وتصميمه، هو أول كتاب من نوعه يشترك المتحف في إصداره.
إلى ذلك، برز المتحف في دراسة مهمة تحت عنوان "استعراض متاحف ومعارض التربة في العالم" اشترك في إعدادها السيدة مي شلبي، أمين متحف الإمارات للتربة، ونُشرت في سلسلة التطورات في علم الزراعة. وفي الدراسة المذكورة التي أجراها فريق دولي من خبراء التربة تم تحديد ۳۸ متحفاً مخصصاً للتربة فقط، و۳٤ معرضاً دائماً للتربة، و۳۲ مجموعة للتربة، حيث يمكن الدخول إليها بعد أخذ المواعيد. كما تم خلال الدراسة تحليل عدد متاحف التربة منذ مطلع العقد الأول من القرن المنصرم، فضلاً عن تحليل المعلومات المتعلقة بمواقعها ومحتواها وزوارها.
ومتحف الإمارات للتربة مرفق فريد من نوعه في منطقة الخليج يعمل كمركز للمعرفة ينتفع منه كلّ من يهتم بحفظ التربة داخل دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها. كما أسس خصيصاً لرفع مستوى التوعية، لاسيما بين الشباب، بخصوص التهديدات التي تتربص بالتربة والدور البارز الذي تلعبه التربة الصحية في تلبية الاحتياجات الغذائية اليوم وغداً على المستوى العالمي.
ويذكر أن في المتحف معروضات خارجية وأخرى داخلية تتيح للزوار التمعن في الأنواع المختلفة للتربة في العالم. أما المحيط الخارجي للمتحف فمشهد طبيعي صُمم ليشمل نباتات صحراوية متنوعة وأنواع مختلفة من الصخور التي عثر عليها في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويتم ترتيب المعروضات داخل المتحف وفق فئات مواضيعية مختلفة منها على سبيل المثال تغير المناخ والأمن الغذائي. وبالإضافة إلى المعروضات المذكورة، يجد الزوار نوعان من المحاكاة التفاعلية لتشكُّل الكثبان الرملية وارتشاح المياه في شتى أنماط التربة، كالتربة الرملية والطموية والطينية. كما يفخر المتحف بمكتبته التي تضم مراجع حول التربة وشاشات تعمل باللمس للوصول إلى خرائط التربة في دولة الإمارات العربية المتحدة.