تضافرت جهود المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا) ومركز خدمات المزارعين بأبوظبي لمساعدة المزارعين على تحسين الإنتاج الزراعي في البيئات الهامشية بما في ذلك المناطق المالحة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقد أصبح هذا التعاون رسمياً من خلال مذكرة تفاهم ذُيلت بتوقيع الدكتورة أسمهان الوافي، مدير عام إكبا، وسعادة ناصر محمد الجنيبي، الرئيس التنفيذي لمركز خدمات المزارعين بأبوظبي وذلك بتاريخ 20 ديسمبر/كانون الأول 2018.
ومن جملة ما ورد في الاتفاق، يعمل إكبا ومركز خدمات المزارعين بأبوظبي على تعزيز التعاون لتطوير المشاريع التي تهدف إلى تحسين إنتاجية أشجار نخيل التمر والخضروات والمحاصيل العلفية التي يتم زراعتها في تربة عالية الملوحة، ودراسة الاحتياجات المائية لنخيل التمر والأعلاف وغيرها من المحاصيل.
أشاد سعادة ناصر محمد الجنيبي الشراكة مع إكبا، قائلاً: "يسرنا العمل مع إكبا كإحدى المؤسسات العالمية الرائدة في مجال الزراعة الملحية واستخدام المياه المالحة في الري. وما هذه الخطوة سوى انعكاس لالتزامنا بتوفير كافة أشكال الدعم الفني والعلمي للمزارعين بهدف الوصول إلى سياسة زراعية مستدامة من خلال استثمار الموارد الطبيعية المتاحة من تربة ومياه."
وأضاف أن الحاجة إلى تطوير وسائل تحسين استخدام موارد المياه إلى المستوى الأمثل قد بات اتجاهاً عالمياً نظراً لندرة المياه. كما أن البحث عن سبل الاستفادة من المياه المالحة يعد ضرورة بيئية، إذ يساعد في التغلب على التصحر والإسهام في زيادة الإنتاجية الزراعية للمحاصيل، الأمر الذي يدعم الأمن الغذائي. وشدد على رغبة مركز خدمات المزارعين بأبوظبي في مواكبة أي تطورات من شأنها خدمة الاستدامة الزراعية في أبوظبي وجلب النفع لصالح أصحاب المزارع."
وأشار سعادة الجنيبي إلى أن "مذكرة التفاهم سارية لمدة خمس سنوات، وهي قابلة للتمديد بموافقة الطرفين. وأن المذكرة تتيح تنفيذ مشاريع مشتركة لزيادة إنتاجية نخيل التمر والخضروات في التربة عالية الملوحة. كما تشتمل على استخدام تقانات الاستشعار عن بعد والمستشعرات لتعقب تفشي الأمراض والآفات التي تؤثر في المحاصيل، إلى جانب إيجاد الحلول لهذه المشكلات باستخدام تطبيقات معينة، وتحسين إنتاجية المحاصيل وتحقيق التنمية الزراعية المستدامة."
وأعرب عن أمله بأن تساهم مذكرة التفاهم هذه في تحسين الإنتاجية الزراعية وتنمية القدرات الفنية للمزارعين، والمساعدة على تطوير الزراعة القائمة على النباتات المحبة للملوحة وتحسين استخدام مزارع أبوظبي إلى المستوى الأمثل.
من جهتها، قالت الدكتورة أسمهان الوافي: "نفذ إكبا خلال مسيرة عمله على مدى 19 عاماً العديد من المشاريع البحثية والتنموية بالتعاون مع قطاعات الزراعة والمياه في دولة الإمارات العربية المتحدة، لاسيما أبوظبي، الإمارة ذات العدد الأكبر من المزارعين. كما أن بحوث إكبا تظهر في العديد من سياسات أبوظبي التي تهدف الى تقليل استخدام المياه في الزراعة، كمنع زراعة حشيشة رودس عام 2010، ذلك العلف المتعطش للماء والغير ملائم لبيئة الإمارات، حيث كان شائعاً جداً حتى تلك الفترة. ونظراً لأننا نسعى جاهدين لجلب النفع للمزارعين والمجتمعات الزراعية في دولة الإمارات العربية المتحدة، البلد الحبيب المضيف للمركز، يسرنا إبرام مذكرة التفاهم هذه مع مركز خدمات المزارعين بأبوظبي تعزيزاً للدعم الذي نقدمه للمزارعين ولتوسيع نطاقه في أبوظبي من خلال المعرفة ونقل التقانات."