النباتات المتحملة للملوحة، الخيار الأفضل لمحاربة الملوحة في إثيوبيا- دراسة

  • فبمساحة تصل إلى قرابة 11 مليون هكتار من الأراضي المتأثرة بالملوحة، تحتل إثيوبيا المرتبة الأولى على مستوى أفريقيا من حيث ملوحة التربة الناجمة عن الأنشطة البشرية والعوامل الطبيعية. لا شك أن هذه المشكلة جسيمة في بلد يحتل المرتبة الثانية من حيث عدد السكان في القارة، وتشكل فيه الزراعة 40 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، و80 في المائة من مجمل فرص التوظيف، فضلاً عن 70 في المائة من الصادرات.
    فبمساحة تصل إلى قرابة 11 مليون هكتار من الأراضي المتأثرة بالملوحة، تحتل إثيوبيا المرتبة الأولى على مستوى أفريقيا من حيث ملوحة التربة الناجمة عن الأنشطة البشرية والعوامل الطبيعية. لا شك أن هذه المشكلة جسيمة في بلد يحتل المرتبة الثانية من حيث عدد السكان في القارة، وتشكل فيه الزراعة 40 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، و80 في المائة من مجمل فرص التوظيف، فضلاً عن 70 في المائة من الصادرات.
17 يوليو 2018

لعل النباتات المتحملة للملوحة والمحبة للملح هي الحل الوحيد لمعالجة ملوحة التربة والمياه في إثيوبيا وفق ما أشارت إليه دراسة نفذها المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا).

فبمساحة تصل إلى قرابة 11 مليون هكتار من الأراضي المتأثرة بالملوحة، تحتل إثيوبيا المرتبة الأولى على مستوى أفريقيا من حيث ملوحة التربة الناجمة عن الأنشطة البشرية والعوامل الطبيعية. لا شك أن هذه المشكلة جسيمة في بلد يحتل المرتبة الثانية من حيث عدد السكان في القارة، وتشكل فيه الزراعة 40 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، و80 في المائة من مجمل فرص التوظيف، فضلاً عن 70 في المائة من الصادرات.

وجاء عن الدكتور أسد القرشي، عالم أول مختص في الري وإدارة المياه لدى إكبا، ومُعدّ أساسي لهذه الدراسة، أن زيادة تملح التربة يعتبر السبب الرئيسي وراء تراجع التنوع الحيوي الطبيعي، وتدني إنتاجية المزارع والحيوانات في إثيوبيا.

إن المحاصيل الغذائية والعلفية المتحملة للملوحة لا يقتصر دورها على زيادة الإنتاجية الزراعية في المناطق المتأثرة بالملح فحسب، بل لديها القدرة على إعادة تأهيل التربة المتأثرة بالملح أيضاً. ولعل هذا النهج هو الأنسب للمناطق التي ترتفع فيها تكاليف الحلول التقنية المستهلكة للوقت من أجل استصلاح التربة، ناهيك عن أن زراعة المحاصيل الحقلية التقليدية فيها تبقى زراعة مقيدة.

وتشير الدراسة أيضاً إلى الأسباب المتفاوتة وراء التملح بما في ذلك نقص مياه الري وتدهور نوعية المياه والغمر، وتقترح حلولاً متفاوتة لتلك المشكلات. على سبيل المثال، يمكن لزراعة أعشاب علفية متحملة للملوحة في ظروف تربة شديدة الملوحة كأعشاب السيفون الأغبس Diplachne fusca وعشبة رودس  Chloris gayana والبراكيارا الجرداء  Brachiaria mutica وعرف النجيل Cynodon dactylon) وغيرها من النباتات كالمحاصيل البقولية أن تمثل خطوة عملية أكبر. أما في المناطق التي تعاني من الغمر وملوحة التربة، فيكون من المفيد فيها زراعة أشجار الكينا الهجينة Eucalyptus hybrid والبروزوبيس جوليفلورا  Prosopis juliflora وسنط النيل  Acacia nilotica من أجل التصريف الحيوي للمياه.

يقول الدكتور القرشي: "يمكننا زيادة إنتاجية الأراضي الهامشية من خلال التحديد المناسب للمحاصيل الحقلية والأنواع والأصناف العلفية القادرة على تحمل ملوحة التربة ومياه الري ذات النوعية الرديئة. ففي إثيوبيا، يصطبغ هذا النهج بأهمية خاصة لأسباب عديدة منها الأعداد الكبيرة للحيوانات، إذ هنالك ما يربو على 120 مليون رأس للأبقار والأغنام والماعز والإبل والخيل والحمير، ما يجعل إنتاج الأعلاف الكافية لهذا العدد الهائل من الحيوانات تحدياً جسيماً. وعليه، ثمة حاجة ماسة إلى تحسين الأصناف العلفية التي تتسم بمقاومتها للإجهادات الأحيائية (الآفات والأمراض) واللاأحيائية (الجفاف والملوحة)."

ونتيجة للتنوع الذي تتسم به النباتات الملحية فقد جرى اختبارها كخضروات ومحاصيل علفية وأخرى للبذور الزيتية من خلال تجارب حقلية زراعية. على سبيل المثال، ينتج نبات الساليكورنيا (وهو نبات محب للملوحة متعدد الأغراض) غلة من البذور تقدر بنحو طنّين في الهكتار، وهي تحتوي على نسبة 28 في المائة زيت و31 في المائة بروتين. أما الكينوا، الذي يتسم بمحتواه المرتفع من البروتين والكثير من الأحماض الأمينية الأساسية، فيمكن زراعته بنجاح أيضاً ضمن ظروف ملحية، ناهيك عن قدرته على تحمل الجفاف والحرارة والصقيع.

وسعياً لمحاربة ملوحة التربة في إثيوبيا، ينفذ إكبا منذ سنتين مشروع "إعادة تأهيل وإدارة التربة المتأثرة بالملوحة لتحسين الإنتاجية الزراعية RAMSAP)، وهو مشروع محوري يموله الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، ويقوم بإمداد المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة بأصناف الذرة الرفيعة والدخن اللؤلؤي واللوبياء والشعير والسيسبان، حيث أظهرت هذه المحاصيل نتائج باهرة في شتى المناطق المتأثرة بالملوحة. ومن أهداف المشروع أيضاً تقديم المساعدة اللازمة لاستصلاح مساحة تزيد على 100,000 هكتار من الأراضي المتأثرة بالملوحة في إثيوبيا.