تضافر الجهود ما بين إكبا وشركائه لإعداد أول نظام تشغيلي لرصد الجفاف في الأردن

  • تضافر الجهود ما بين إكبا وشركائه  لإعداد أول نظام تشغيلي لرصد الجفاف في الأردن
    تضافر الجهود ما بين إكبا وشركائه لإعداد أول نظام تشغيلي لرصد الجفاف في الأردن
27 أبريل 2017

سيشهد الأردن انطلاقة أول نظام تشغيلي لرصد الجفاف، ليكون هذا النظام ثمرة تعاون ما بين منظمات شتى، بما فيها المركز الدولي للزراعة الملحية ( إكبا)، ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (FAO)، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وجامعة نبراسكا – لينكولن (UNL).

لقد شهد الأردن خلال السنوات الأخيرة العديد من موجات الجفاف التي حملت تأثيرات سلبية في ثروته الزراعية وموارده المائية.

واليوم تعمل كافة المنظمات يداً بيد مع وزارة المياه والري في الأردن وكذلك مع جهات حكومية أخرى لتشغيل نظام متكامل لرصد الجفاف، حيث سيستخدم النظام برمجية مفتوحة المصدر ومجانية استنبطها الفريق المعني ببحوث التغير المناخي والتكيف لدى إكبا والمركز الوطني للتخفيف من الجفاف في جامعة نبراسكا – لينكولن.

وكجزء من هذه المبادرة، نظم إكبا بالتعاون مع شركائه ورشة عمل عملية لثلاثة أيام بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في وزارة المياه والري  بعمان، الأردن خلال الفترة 25-27 أبريل/نيسان 2017. إذ تم خلال ورشة العمل تدريب المشاركين على كيفية إعداد خرائط شهرية خلال دقائق لرصد الجفاف باستخدام البرمجية آنفة الذكر.

وانضم إلى هذا التدريب ما ينوف على 18 مشاركاً مثلوا شتى المنظمات في الأردن، من قبيل وزارة المياه والري، ووزارة البيئة، والجامعة الأردنية، والمركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي، وكذلك وزارة الزراعة. واستطاع كافة المشاركين خلال التدريب إعداد خرائط شهرية لفترة 16 عاماً (2000-2016) وكذلك للربع الأول من عام 2017 بمساعدة مدربين من إكبا.

يقول المهندس علي صباح، الأمين العام المساعد للشؤون الفنية لدى وزارة المياه والري في الأردن: "إن كمية المياه المخزنة في سدودنا في الأردن لا تبلغ نصف السعة التخزينية، ونحن نشهد حالة صعبة على مستوى تلبية احتياجات كافة القطاعات من المياه. لاحظنا حتى الآن وجود جهات مختلفة تعمل على هذا الموضوع في الأردن، ونرغب من كافة هذه الجهات العمل معاً للوصول إلى نظام فعال وتجنب الازدواجية. يسرني العمل المشترك الذي يقوم به إكبا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الأغذية والزراعة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لتحسين نظام رصد الجفاف في الأردن. آمل أن تساعد هذه الأنماط من نظم رصد الجفاف على تحسين التخطيط وإدارة موارد المياه مستقبلاً."

من جهتها، قالت الدكتورة راشيل مكدونيل، رئيسة قسم النمذجة والتكيف مع التغير المناخي والخبيرة الأولى في مجال الحوكمة والسياسات المائية في إكبا: "باسم منظمة الأغذية والزراعة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وجامعة نبراسكا – لينكولن وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وإكبا، نقدر الدعم الذي أولته وزارة المياه والري ونقدر كذلك كرم ضيافتها. لا شك أن الجفاف يندرج ضمن مسؤولية كثير من المنظمات المختلفة في الأردن، ونحن نبدي التزامنا بالعمل معاً لنقل التقانة التي طورناها بالتعاون مع جامعة نبراسكا – لينكولن كي تتمكن كافة هذه الجهات من الحصول على نظام متكامل لإدارة الجفاف في الأردن."

وأضافت الدكتورة مكدونيل: "إكبا منظمة للبحوث العملية والتطبيقية، وإن فريق النمذجة والتكيف مع التغير المناخي لدى إكبا لا ينظر إلى التغير المناخي فحسب، بل إلى تأثيرات هذا التغير، من قبيل الجفاف الذي سيكون الأقسى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. نلتزم بحشد كافة الموارد المتوافرة لدينا، وكذلك نلتزم بدعم تطوير نظام تشغيلي لإدارة الجفاف في الأردن خلال السنوات القليلة القادمة."

من ناحيته، سلط المهندس طلال الفايز، خبير البرامج لدى منظمة الأغذية والزراعة في الأردن، الضوء على الحاجة إلى نظام متكامل، قائلاً: "إن منظمة الأغذية والزراعة في الأردن تعرب عن سروها البالغ بالعمل مع إكبا والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووزارة المياه والري وكافة الشركاء للوصول إلى هدف مشترك، ألا وهو مساعدة الأردن على إدارة قضية من قبيل الجفاف. وإن نظام رصد الجفاف من إكبا يمثل أداة عظيمة، حيث آمل أن يساعد هذا النظام على إدارة قضايا الجفاف وتوفير الكثير من الوقت."

أما السيد سامي طربيه، مدير المشاريع لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فقال: "نحن في هذا المشروع نعرب عن سرورنا بالدعوة التي وجهت لنا من جانب زملائنا في إكبا لحضور هذا التدريب المهم على نظام رصد الجفاف، وهذا يدل على الرغبة في تنسيق الجهود وإيجاد متسع لتبادل المعلومات وتحفيز إطار العمل التعاوني الفعال دعماً للأردن بما يمكن هذا البلد من الاستعداد للجفاف وتأثيراته المحتملة."

ومن بين المشاركين في التدريب، تقول الآنسة بثينة بطارسة، رئيسة قسم حماية الموارد المائية لدى وزارة البيئة في الأردن: "نشهد خلال السنوات الأخيرة تغيراً في الطقس من قبيل التقلبات في الهطولات المطرية وارتفاع درجات الحرارة في غير أوانها، وهو ليس بالأمر الطبيعي في الأردن. وتعمل مديرية التغير المناخي لدى الوزارة على مكون لبناء نظام للانذار المبكر لصالح المزارعين، وآمل - إثر حضوري الدورة التدريبية هذه التي حملت فائدة جمّة - أن يساعدنا نظام رصد الجفاف بدرجة كبيرة على نحوٍ يتيح لنا استخدام البيانات من خلاله لإنشاء نظام الانذار المبكر."

لا شك أن تواتر موجات الجفاف يشكل تهديداً للأمن الغذائي والمائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فالمنطقة تشهد أصلاً تغيرات من قبيل محدودية الامداد بالمياه وانعدام الاستقرار السياسي، ناهيك عن التصحـّر. وعليه، يتسبب الجفاف في مزيد من الضغط غير المرغوب على الموارد الطبيعية، مؤثراً بذلك في التنمية الاقتصادية والاجتماعية على حدّ سواء.

يتزايد عدد البلدان التي تحتاج إلى تحسين إدارة الجفاف فيها. وبالتالي، يخطط إكبا إلى البناء على هذا النجاح وتجربة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المتعلقة بهذا المشروع الراهن، فضلاً عن الاستمرار في تنمية القدرات المحلية على مستوى نظم رصد الجفاف والانذار المبكر به، ووضع خطط تتعلق بالسياسات وتنفيذها عملياً. وسيسهم عمل إكبا في التكيف مع التغير المناخي والتخفيف من تأثيراته في بلدان من قبيل الأردن ولبنان وتونس والمغرب، والتي قد تشهد معاناة هي الأكبر بين البلدان جراء التأثيرات المرتبطة بالتغير المناخي.

إلى جانب ذلك وُضعت خطط لتنفيذ عدد من الأنشطة التي تساعد صناع السياسات على إدراج الجفاف ضمن أطر العمل الخاصة بالسياسات المائية، ما يُخضِع هذه الفعاليات المتطرفة إلى إدارة استباقية.