تشكل النساء أكثر من 40 ٪من القوى العاملة في البلدان التي تساهم فيها الزراعة في الناتج المحلي اإلجمالي، بما في ذلك بلدان الشرق األوسط وشمال أفريقيا. غير أنها ال تتمتع بنفس فرص الحصول على التدريب والمدخالت الزراعية واألرض كالرجال. وهذا ال يقلل من قدرتهن على العطاء فحسب، وإنما يكلف المجتمعات المحلية ً. وتقدر منظمة األغذية والزراعة التابعة لألمم واالقتصادات أيضا المتحدة امكانية ارتفاع اإلنتاجية بما بتجاوز 30 %فيما لو حصلت النساء على القدر نفسه من الموارد المتاحة للرجال مما يساهم في التخفيف من حدة انعدام األمن الغذائي لحوالي 150 مليون شخص على الصعيد العالمي.
وحيث يندر أن تحظى النساء بالتقدير الرسمي لدورهن في اإلنتاج الغذائي، فإنهن ال يتمتعن بالقدر الكافي بخدمات االرشاد والتدريب التي ترفدهم بالمعرفة حول أحدث التقنيات. وحسب دراسة حديثة لمنظمة األغذية والزراعة التابعة لألمم المتحدة، تشكل النساء في مصر 1 %فقط من موظفي االرشاد.
وإلى جانب إقصاء النساء من المجال الزراعي، فإنهن ال يحظين بالتمثيل الكافي في مجال البحوث الزراعية واالبتكار. ً وغير متكافئ من النساء العامالت الالتي تتبوأن المناصب العلمية واإلدارية العليا، ال سيما في منطقة الشرق ً منخفضا يبين الواقع أن هناك عددا األوسط وشمال أفريقيا. ويبلغ متوسط نسبة النساء العامالت في جميع أنحاء المنطقة حوالي 17 ،٪وهو أدنى مستوى في العالم.
تظهر هذه الفجوة بين الجنسين بشكل واضح بنسبة التوظيف في منظمات البحوث واإلرشاد الزراعي. ونتيجة لذلك، ينعكس ذلك على أولويات السياسة واالستثمار التي قد ال تكون فعالة بالشكل الالزم ألنها ال تحقق التوازن المطلوب بين الجنسين. وبالنظر إلى دور المرأة في اإلنتاج واالستهالك الزراعيين، فإن المنافع المحتملة ال تتحقق عند أشد الحاجة إليها.